وفي نص، أن شمراً ــ لعنه الله ــ قال لهم: يا بني أختي، أنتم آمنون، فلا
تقتلوا أنفسكم مع أخيكم الحسين، والزموا طاعة أمير المؤمنين يزيد بن معاوية ــ
لعنه الله ــ.
فناداه العباس بن علي عليهما
السلام: تبّت يداك، ولعلن ما جئت به من أمانك، يا عدوّ الله، أتأمرنا أن نترك
أخانا، وسيدنا، الحسين بن فاطمة، وندخل في طاعة اللعناء أولاد اللعناء.
ومن الواضح: أن العباس وأخوته هؤلاء قد استشهدوا جميعاً يوم الطف طاعةً
وفداءً لأخيهم وإمامهم وحفيد نبيّهم ــ الحسين ــ صلوات الله وسلامه عليه.
نعود إلى الأمان ــ أمان السلطة الفاجرة ــ.
إنّ ردّ الأمان في تلك الساعات المصيرية من عمر الإنسان، وهو محاصر بجيش
يقارب الثلاثين ألفاً عدداً أو يزيد ومن خصائص هذا الجيش، إنه غير منضبط وفق
قوانين دينية، أو دوافع إنسانية، أو أعراف