أبو الفضل والأمان

ورد أنّه عرض على أبي الفضل في كربلاء الأمان، له ولأخوته من أمّه ــ عبد الله وجعفر وعثمان ــ وقد عرضه طرفان: عبد الله بن حزام، وشمر بن ذي الجوشن ــ لعنهما الله ــ.

أما عبد الله بن أبي المحل بن حزام فكانت والدة العباس وأخوته عمّته، فطلب من ابن زياد أماناً لهم وقام معه شمر في ذلك مسانداً، فكتب ابن زياد له أماناً، فأعطاه عبد الله لمولى له يقال له كزمان فأتى الأخير بالكتاب إلى أبي الفضل وأخوته.

قرأ أبو الفضل وأخوته الكتاب ثم قالوا لحامل الكتاب: أبلغ خالنا السلام، وقل له أن لا حاجة لنا في الأمان، أمان الله خير من أمان ابن سميّة فرجع([64]).

وأما الشمر ــ لعنه الله ــ فإنه وقف يوم العاشر من محرّم ناحية فنادى: أين بنو أختنا؟ أين العباس وأخوته؟

فلم يجبه أحد.

فقال لهم الحسين عليه السلام:

«أجيبوه، ولو كان فاسقاً».

فقام إليه العباس فقال له: ما تريد.

قال: أنتم آمنون يا بني أختنا([65]).

[64] إبصار العين للشيخ محمد السماوي: ص58.

[65] استعمال الشمر ــ لعنه الله ــ لألفاظ القرابة مع أبي الفضل وأخوته للعادة الجارية من التعامل مع من كانت أمه لها ارتباط نسبي بعشيرة ما فهم أذن أخواله ومن كان أبوه مرتبطاً بتلك العشيرة فهم عمومته وهكذا.