responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العباس بن علي عليه السلام: بحث في جوانب عظمته من خلال واقعة كربلاء نویسنده : محمد البغدادي    جلد : 1  صفحه : 70
في مكامن العظمة فيه وأعلى المثل الإنسانية في سيرته، ومن هذه النقطة عروجنا.

إن الإسلام العزيز قد وصل في عهد يزيد إلى مفترق طرق ومنعطف خطر جداً عنده يتقرر مصيره، فإما موته الأبدي واندثاره كما آل إليه مصير الأديان السماوية قبله، وإما تجاوز هذا المنعطف إلى ما فيه بقاؤه في ساحة الوجود، وكان أبو الفضل العباس هنا... .

مع أخيه الحسين... .

وذلك المنعطف.

يستنقذ الإسلام ويعبر به إلى جادة السلامة، وبمعيتهما تلك الصفوة المؤمنة البرة.

بأبي من شروا لقاء حسينٍ

بفراق النفوس والأرواحِ

أدركوا بالحسين أكبر عيدٍ

فغدوا في منى الطفوف أضاحي([63])

والعباس بن علي أروع جوهرة في ذلك الميدان... .

ميدان التسابق إلى التبرع بالأرواح.

للفوز بصحبة الحسين عليه السلام سيد الجنان.

أبو الفضل ــ ويكفيك بها كنية تعبّر عن صاحبها تعبيراً صادقاً كاشفاً عن جوهره ودخيلته وما يفيض عنه من سلوك حميد فهي ليست كبقية الأسماء والكنى المرتجلة ــ من بعض بني هاشم ممن حملوا خصيصة تميّزوا بها عن غيرهم ــ بما فيهم بقية الهاشميين ــ وخصيصتهم وميزتهم أن لا أحد يشير إليهم بمغمز في جانب ما، في طول رحلتهم الحياتية.

فحين تستقرئ سجل حياة أبي الفضل من أولها إلى آخرها لا تجد فيه غير ما يخضعك إجلالاً فما في حياته من شاردة أو واردة تخدش ذلك الكيان المقدّس.


[63] إبصار العين للشيخ محمد السماوي: ص58.

نام کتاب : العباس بن علي عليه السلام: بحث في جوانب عظمته من خلال واقعة كربلاء نویسنده : محمد البغدادي    جلد : 1  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست