نام کتاب : العباس بن علي عليه السلام: بحث في جوانب عظمته من خلال واقعة كربلاء نویسنده : محمد البغدادي جلد : 1 صفحه : 71
وأحداث الطف مقطع من تلك
الحياة الكريمة لا تجد فيها من أولها إلى آخرها لأبي الفضل موقفاً فيه وهن أو
تراجع أو تردد أو استحياء في نصرة الحق أو في مواصلة المسير حتى وسم بالعصمة
المكتسبة فهو في جوهره برزخ بين الإمام المعصوم وبين عظماء الأمة في خصائصهم
وسلوكهم؛ إذ ارتقى عن هذه إلاّ أنه لم يبلغ تلك.
كان العباس عليه السلام لأخيه الحسين عليه السلام كما كان أمير المؤمنين
علي ابن أبي طالب عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
كان عماد حركته ونظام جيشه، كلما اشتدت بالحسين عليه السلام الخطوب،
واحتاج لمن يسدّ ثغراً، أو يردّ كريهة، أو يفلّ مستعصياً، وجّه أبا الفضل لنجح
حاجته فلا يرجع إلاّ بنجحها، أو لا يرجع، كما هو الحال في حركته الأخيرة التي لم
يعد منها إلى مضارب الحسين.
لقد هدّ مصرعه الحسين عليه السلام، وهدّ كل من
يتمسك بحبل الإسلام وعروته.
العباس ألم ممضّ في قلوب الأئمة المعصومين وجميع الهاشميين بل في قلب كل
مؤمن ومؤمنة.
شُمِتَ بنا بعد أبي الفضل، فما ظنّ: برجل هذا موقعه في الساحة الإسلامية.
اللهم ارزقنا قبول أبي الفضل لنا واحشرنا تحت رايته فإنها منصورة عندك
دنيا وأخرى ولا ريب.
والله: لو لم يقتل أولئك الأرجاس
يوم الطف غير أبي الفضل لكفى بها بائقة وموجبة لكل عذاب وهوان.
فكيف وقد بلغت سيوفهم نحر الحسين خليفة الله في الأرض والقائم مقام رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وقد أخذت منه مأخذاً.
فما ترى الله سبحانه صانعاً بهم؟! وإلى أين ستؤول بهم فعلتهم وكل
نام کتاب : العباس بن علي عليه السلام: بحث في جوانب عظمته من خلال واقعة كربلاء نویسنده : محمد البغدادي جلد : 1 صفحه : 71