نام کتاب : العباس بن علي عليه السلام: بحث في جوانب عظمته من خلال واقعة كربلاء نویسنده : محمد البغدادي جلد : 1 صفحه : 52
وكذا مع الزهراء عليهم السلام حين استنهضت المهاجرين
والأنصار لرد الظلامة عنها واسترجاع الحقوق المسلوبة.
نعم حين يتوفر الأنصار يلزم الإمام النهضة، وهو الذي حصل للإمام أمير
المؤمنين بعد مقتل عثمان وللإمام الحسن بعد رحيل والده مباشرة وللإمام الحسين عليه
السلام بعد استنصار أهل الكوفة به.
وقد نهض الإمام الحسين بعد الاستنصار وبعد انتهاء أمد الصلح بهلاك فرعون
الأمة الإسلامية وطاغيتها: معاوية.
وحين نهض الإمام الحسين خليفة الله ورسوله في الأرض فقد وجب على الناس
كافة ــ الأمة الإسلامية بكل فرد من أفرادها ــ النهضة معه ومساندته ومعاضدته
وحمايته والسعي لتحقيق أهدافه سواءٌ في ذلك أهل الكوفة أم غيرهم، شيعة أم مخالفون،
لأن التكليف إسلامي بحت وليس بأمر خاص بالشيعة أو بالبيت النبوي.
وقد وجه الإمام عليه السلام أمراً عاماً للأمة بلزوم نصرتها له وقد بقي
إلى الساعات الأخيرة يوجه النداء تلو النداء.
أما من ناصر ينصرنا.
أما من مغيث يغيثنا لوجه الله.
أما من ذاب يذب عن حرم رسول الله.فوجوب النصرة تام وثابت في رقبة كل فردٍ
من الأمة، وإلى اللحظة الأخيرة من حياة الإمام الحسين المظلوم عليه السلام.
لكن لما خذل معظم الأمة إمامهم.
وجبُن أهل الكوفة عن الالتزام بمواثيقهم وعهودهم المستمرة منذ سنين، فإن
الإمام عليه السلام فصّل توجيهاته بحسب طواعية الأفراد للأمر الإلهي.
والتفصيل: أن التكليف بالالتحاق به ونصرته والاستماتة في سبيله لم يسقط
عن أي فرد.
نعم الذين أظهروا طواعية واستجابة ومماشاة لأمر
الإمام ونهيه
نام کتاب : العباس بن علي عليه السلام: بحث في جوانب عظمته من خلال واقعة كربلاء نویسنده : محمد البغدادي جلد : 1 صفحه : 52