نام کتاب : العباس بن علي عليه السلام: بحث في جوانب عظمته من خلال واقعة كربلاء نویسنده : محمد البغدادي جلد : 1 صفحه : 51
«الأئمة من ولد علي وفاطمة عليهما السلام إلى يوم القيامة»([53]).
ولسنا هنا في مقام استقصاء المطلب بل المقصود الإشارة فقط.
فلما كان للأئمة المعصومين عليهم الصلاة والسلام حق الطاعة على الأمة
فإنه يجب على كل فرد في الأمة الوصول إليهم ومراجعتهم ومعرفة أوامرهم وتوجيهاتهم
في كل صغيرة وكبيرة ومن لم يطعهم فقد استحق النار والعذاب العظيم، وهذا معناه أن
لا خيار للمرء في مخالفتهم إلاّ إذا صدر التخيير من نفس الإمام عليه السلام.
هذا الشقّ الأول من الكلام.
والشق الثاني: إنه يجب على كل إنسان اتباع أوامر الله ونواهيه ــ
المعصوم وغيره ــ وَمِن أمْرِهِ سبحانه أن يقوم المسلم بأمر الظالمين والعصاة
بالمعروف ونهيهم عن المنكر ومجاهدة الكافرين والظالمين والطواغيت وإزاحتهم من سدّة
الحكم وإقامة دولة الحق وإفساح المجال للخلفاء الحق لله تعالى وهم النبي صلى الله
عليه وآله وسلم وأوصياؤه عليهم السلام لارتقاء المقام المختصّ بهم، مقام الخلافة
والإمامة والزعامة في الأمة ــ وكل ما تقدم مع تحقق شروطه ــ.
فيجب على الأمّة النهضة ومؤازرة الإمام المعصوم في جهوده لدفع الطواغيت
عن مقام الأنبياء والأوصياء.
ومتى ما تمرّدَت الأمة وعصت، أو تقاعست وكسلت وأخلدت إلى الراحة فإنه يجب
على الإمام النهضة بمن تحقق به الكفاية ويتم به الهدف.
ومع عدم توفر الإمكانيات المطلوبة والعدد الكافي يسقط الوجوب عن الإمام
ويأثم من الأمّة من لم يطعه ولم ينهض معه ومن لم يجعل نفسه تحت إمرته.
وهذا هو الذي حصل مع الأئمة علي والحسن والحسين إلى المهدي