نام کتاب : العباس بن علي عليه السلام: بحث في جوانب عظمته من خلال واقعة كربلاء نویسنده : محمد البغدادي جلد : 1 صفحه : 44
وقلت فيما قلت: انظر
لنفسك ولدينك ولأمة محمد، واتق شق عصا هذه الأمة، وإن تردهم إلى فتنة، وإني لا
أعلم فتنةً أعظم على هذه الأمة من ولايتك عليها ولا أعلم نظراً لنفسي ولديني ولأمة
محمد صلى الله عليه وآله وسلم علينا أفل من أن أجاهدك فإن فعلت فإنه قربة إلى
الله، وإن تركته فإني استغفر الله لذنبي، وأسأله توفيقه لإرشاد أمري.
وقلت فيما قلت إني إن أنكرتك تنكرني وإن أكدك تكدني، فكدني ما بدا لك
فإني أرجو أن لا يضرني كيدك في، وأن لا يكون على أحد أضر منه على نفسك، لأنك قد
ركبت جهلك، وتحرصت على نقض عهدك، ولعمري ما وفيت بشرط ولقد نقضت عهدك بقتلك هؤلاء
النفر الذين قتلتهم بعد الصلح والإيمان والعهود والمواثيق، فقتلتهم من غير أن
يكونوا قاتلوا وقتلوا، ولم تفعل ذلك بهم إلا لذكرهم فضلنا وتعظيمهم حقنا فقتلتهم
مخافة أمرٍ لعلك لو لم تقتلهم مت قبل أن يفعلوا أو ماتوا قبل أن يدركوا.
فأبشر يا معاوية بالقصاص، واستيقن بالحساب، واعلم أن لله تعالى كتاباً لا
يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، وليس الله بناس أخذك بالظنة، وقتلك أولياءه على
التهم، ونفيك أولياءه من دورهم إلى دار الغربة وأخذك الناس ببيعة ابنك غلام حدث
يشرب الخمر ويلعب بالكلاب، لا أعلمك إلا وقد خسرت نفسك وبترت دينك وغششت رعيتك
وأخزيت أمانتك وسمعت مقالة السفيه الجاهل وأخفت الورع التقي لأجلهم والسلام([46]).
وقد اطلع يزيد على هذه الرسالة وحاول أن يستفزّ والده ويحرشه لاتخاذ موقف
قاس من الإمام عليه السلام أو يرد عليه برسالة استنقاص فأجاب معاوية: وما عسيت أن
أعيب حسيناً، والله ما أرى للعيب فيه موضعاً([47]).
[46] بحار الأنوار: ج44، ص212، عن الكشي؛ وروى ابن قتيبة
عامة هذه الرسالة في كتابه، الإمامة والسياسة: ص202.