نام کتاب : العباس بن علي عليه السلام: بحث في جوانب عظمته من خلال واقعة كربلاء نویسنده : محمد البغدادي جلد : 1 صفحه : 43
راغب، وأنا بغيرها عنك جدير، فإن الحسنات لا يهدي لها ولا
يسدد إليها إلا الله.
وأما ما ذكر أنه انتهى إليك عني، فإنه إنما رقاه إليك الملاقون المشاؤون
بالنميم، وما أريد لك حرباً ولا عليك خلافاً، وأيم الله إني لخائف لله في ترك ذلك،
وما أظن الله راضياً بترك ذلك ولا عاذراً بدون الإعذار فيه إليك وفي أولئك
القاسطين الملحدين حزب الظلمة، وأولياء الشياطين.
ألست القاتل حُجراً أخا كندة والمصلّين العابدين الذين كانوا ينكرون
الظلم ويستعظمون البدع ولا يخافون في الله لومة لائم، ثم قتلتهم ظلما وعدواناً من
بعد ما كنت أعطيتهم الأيمان المغلظة، والمواثيق المؤكدة ولا تأخذهم بحدث كان بينك
وبينهم ولا بإحنةٍ تجدها في نفسك.
أولست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم العبد
الصالح الذي أبلته العبادة، فنحل جسمه، وصفرت لونه، بعدما أمنته وأعطيته من عهود
الله ومواثيقه ما لو أعطيته طائراً لنزل إليك من رأس الجبل، ثم قتلته جرأةً على
ربك واستخفافاً بذلك العهد.
أولست المدعي زياد بن سميّة المولود على فراش عبيد ثقيف فزعمت أنه ابن
أبيك، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
«الولد للفراش وللعاهر
الحجر».
فتركت سنة رسول الله تعمداً وتبعت هواك بغير هُدىً من الله ثم سلطته على
العراقين، يقطع أيدي المسلمين وأرجلهم، ويسمل أعينهم ويصلبهم على جذوع النخل كأنك
لست من هذه الأمة وليسوا منك.
أولست صاحب الحضرميين الذي كتب فيهم ابن سمية إنهم كانوا على دين علي
صلوات الله عليه فكتبت إليه: أن أقتل كل من كان على دين علي، فقتلهم ومثل بهم
بأمرك، ودين علي عليه السلام والله الذي كان يضرب عليه أباك ويضربك، وبه جلست
مجلسك الذي جلست، ولولا ذلك لكان شرفك وشرف أبيك الرحلتين.
نام کتاب : العباس بن علي عليه السلام: بحث في جوانب عظمته من خلال واقعة كربلاء نویسنده : محمد البغدادي جلد : 1 صفحه : 43