نام کتاب : العباس بن علي عليه السلام: بحث في جوانب عظمته من خلال واقعة كربلاء نویسنده : محمد البغدادي جلد : 1 صفحه : 45
ما صدر عن الإمام عليه
السلام من خلال هذه الرسالة من أعلى مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو ما
لم يكن ليقدم عليه غيره ولا له من الأثر لو كتب هذه الرسالة سواه، ويكفي بها سجلاً
خالداً، على انحراف بني أمية وكفرهم وهمجيتهم.
ولا نغالي إذا قلنا: إنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو المحرك
المركزي لنهضة الإمام الحسين عليه السلام وهو المرجع لبقية الأسباب وعنده تلتقي.
لكن، من المهم الالتفات إلى أن مستوى المنكر الذي صدر من معاوية وولده
يزيد وولاتهما وما رشح عن نظام حكمهما ليس منكراً كيف كان، بل لو قلنا إن منكرات
معاوية في سبيل هدم الكيان الإسلامي كله وفته تفتيتاً، وكذلك رد الناس على أعقابهم
إلى جاهلية ألعن من جاهلية أبيه أبي سفيان.
فلم نبعد عن الصواب ومطالعة سيرة معاوية بتأمل تهدي إلى هذه النتائج
المروعة، بل لو قلنا: إنه لا يضاهي معاوية أحد من حكام المسلمين في الظلم والجبروت
وهدم الإسلام فلهذا القول ما يسنده ويكفيك إنه وجه ولاته إلى التشجيع لوضع
الأحاديث على لسان النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم على نطاق واسع وإلى بذل
العطايا على الوضع وله المشاركة في قتل الإمام أمير المؤمنين وولديه الحسن والحسين
صلوات الله عليهم بشكل أو بآخر، بل إن مظالم معاوية قد دخلت كل دار فمن مهشم له
دينه ومن مهشم له دنياه، وأين من يحصي جرائم معاوية ومخازيه.
هذا، وقد أصحر مسلم بن عقيل بهدف الثورة ــ الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر ــ أمام الطاغية ابن زياد بعدما قال ابن زياد:
اخبرني يا مسلم: لم أتيت هذا البلد وأمرهم ملتئم، فشتت أمرهم بينهم،
وفرقت كلمتهم؟ ــ وهو نفس منطق مشركي قريش أيام الإسلام الأولى ــ.
فقال مسلم: ما لهذا أتيت، ولكنكم أظهرتم المنكر، ودفنتم
نام کتاب : العباس بن علي عليه السلام: بحث في جوانب عظمته من خلال واقعة كربلاء نویسنده : محمد البغدادي جلد : 1 صفحه : 45