نام کتاب : العباس بن علي عليه السلام: بحث في جوانب عظمته من خلال واقعة كربلاء نویسنده : محمد البغدادي جلد : 1 صفحه : 42
وكبرياءه، وفي حكاية
كتابه عليه السلام وكتاب معاوية فوائد لا نرغب فواتها:
فقد روي: أن مروان بن الحكم كتب إلى معاوية ــ وهو عامله على المدينة ــ:
أما بعد: فإن عمرو بن عثمان ذكر أن رجلاً من أهل العراق ووجوه أهل الحجاز
يختلفون إلى الحسين بن علي وذكر أنه لا يأمن وثوبه، وقد بحثت عن ذلك فبلغني أنه لا
يريد الخلاف يومه هذا، ولست آمن أن يكون هذا أيضاً لما بعده فاكتر إليّ برأيك في
هذا والسلام.
فكتب إليه معاوية: أما بعد: فقد بلغني ما ذكرت فيه من أمر الحسين، فإياك
أن تعرض للحسين في شيء، واترك حسيناً ما تركك، فإنا لا نريد أن نعرض له في شيء ما
وفي بيعتنا ولم ينازعنا سلطاننا، فاكمن عنه ما لم يبد لك صفحته([45])
والسلام.
وكتب معاوية إلى الحسين بن علي عليهما السلام: (أما بعد، فقد انتهت إليّ
أمور عنك إن كانت حقاً فقد أظنك تركتها رغبة فدعها، ولعمر الله إنّ مَن أعطى الله
عهده وميثاقه لجدير بالوفاء، فإن كان الذي بلغني باطلاً فإنك أنت أعزل الناس لذلك،
وعظ نفسك فاذكر، وبعهد الله أوف، فإنك متى ما تنكرني أنكرك، ومتى ما تكدني أكدك،
فاتق شق عصا هذه الأمة، وأن يردهم الله على يديك في فتنة، فقد عرفت الناس وبلوتهم،
فانظر لنفسك ولدينك ولأمة محمد، ولا يستخفنك السفهاء والذين لا يعلمون.
فلما وصل الكتاب إلى الحسين صلوات الله عليه كتب إليه:
أما بعد: فقد بلغني كتابك تذكر أنه قد بلغك عني أمور أنت لي عنها
[45] لاحظ كيف يوجه معاوية ولاته للتعامل مع الإمام الحسين
عليه السلام في هذه الجملة والتي قبلها، إذ توجيهه ــ بحسب هذا النص ــ أن لا
تعرضوا لحسين ما لم ينازعنا سلطاننا ونحو هذا من التعابير فإذا نازعهم سلطانهم فإن
طريقة التعامل مع الإمام ستكون مختلفة، ولهذا فأنا في تمام الشك من كل نصٍ عن
معاوية يحوي توجيهه لولاته وليزيد بالتعامل اللين مع الإمام حتى لو نهض وثار ضدهم
بل أقطع ببطلانه.
نام کتاب : العباس بن علي عليه السلام: بحث في جوانب عظمته من خلال واقعة كربلاء نویسنده : محمد البغدادي جلد : 1 صفحه : 42