نام کتاب : العباس بن علي عليه السلام: بحث في جوانب عظمته من خلال واقعة كربلاء نویسنده : محمد البغدادي جلد : 1 صفحه : 118
تفكيرنا وغاياتنا، وهؤلاء الأكارم شيّدوا نظاماً ثانياً
للحياة ونقلوا البشرية من واقعها الخسيس إلى واقع آخر لم تكن تحلم البشرية يوماً
ببلوغه.
نقلت بعض الكتب([123])،
عن عابس بن شبيب الشاكري ــ وهو أحد أبطال الطف وشهداء المبدأ والعقيدة والمثل
العليا ــ أنه كان يهجم على جند بني أميّة مرتدياً لباس الحرب فينهزمون من إمامه
فإذا به ينزع لباس الحرب ويهجم عليهم، إذ ذاك، صاح به بعض أصحاب الحسين عليه
السلام: أجننت يا عابس؟!
حبّ الحسين حالة مشتركة بين أصحاب الحسين إلاّ أنه برز في أبي الفضل
بمرتبة أعلى بحيث ضنّ على نفسه كفّاً من الماء وهو في أعظم حالات العطش لأن الحسين
عطشان بين أعداء الله وأعدائه.
إن حب الحسين ممّا أمر به الكتاب والسنّة تحت عنوان عام وكذا كعنوان خاص
بالحسين السبط.
أما العنوان العام:
فإن أصل استحباب حبّ المؤمنين وموادتهم مما توفّر له الدليل كتاباً
وسنّة، ومما جرت عليه سيرة أهل الإيمان عبر العصور، وهذا الحكم يُخضِعُ عنق كل
مؤمن للانطواء على حب الحسين سيد المؤمنين وسيد شباب أهل الجنة، بل وإبراز هذا
الحب عبر سيرته وسلوكيته مع الحسين عليه السلام، إلاّ أن هناك حيثيّة في الحسين
تقتضي لزوم حبّه وهي كونه أحد المعصومين الأربعة عشر فهو سيد من سادات الأمة فيلزم
حبّه بمرتبةٍ أعلى من بقية أهل الإيمان.