الأخبار وشرحها وتأتي الآيات
المطلوبة خلالها. فقد نقل عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه يستند في رده على
الذين ينكرون وجود الثواب والعقاب بعد الموت وقبل القيامة، إلى قول الباري عز وجل
(يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ
فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ
لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ
السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا
يُرِيدُ (107) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا
مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ
مَجْذُوذٍ) ([224])والمقصود بذلك، تلك السماوات والأرض الموجودة
قبل القيامة، وحينما تقوم الساعة، تتبدل إلى سماوات وأرض أخرى([225]).
ومثل ذلك قول الباري عزّوجل (وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ
يُبْعَثُونَ)([226]) حيث المقصود بالبرزخ هو الثواب والعقاب في
مرحلة ما بين الدنيا والآخرة([227])،
وكما نرى في الآية (النَّارُ
يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ)([228])
فإن القيامة، مكان الخلود، وليس فيها ليل أو نهار، فهما من صفات الحياة في الدنيا([229]).
[227]
قال القمي في تفسير قوله تعالى
: (وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ
إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) سورة
المؤمنون / 100، قال: البرزخ هو أمر بين أمرين وهو الثواب والعقاب بين الدنيا
والآخرة وهو رد على من أنكر عذاب القبر والثواب والعقاب قبل القيامة.
تفسير القمي، القمي: 2 / 93 ــ 94، تفسير
سورة المؤمنون.
[229] قال القمي في تفسير قوله تعالى:(النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا) سورة غافر / 46، فالغدو
والعشي إنما يكون في الدنيا في دار المشركين، وأما في القيامة فلا يكون غدوا ولا
عشيا.