فعندما
قلنا أن ليس للبرزخ مادة، أو أن لذّات البرزخ خيالية أو لذّات عقلانية فقط، تصوروا
أننا نعتبرها وهماً وسراباً ليس أكثر، وهذا الاعتقاد باطل في حد ذاته، وفي نفس
الوقت، انحراف في إدراك المقصود.
وعلى أي حال، فإن البرزخ، هو كما
رأيتموه، وكما يشير إليه الكتاب والسنة، ولأن الأخبار والروايات المتوفرة، تشتمل
في الغالب على الآيات الواردة
في هذا المجال([223])،
لذلك سنركز على استعراض
[222]
قال صدر المتألهين في تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ
يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ) سورة الحاقة /25ــ 26، أهل البرهان
واليقين، وهم السابقون السابقون، أولئك المقربون، درجتهم في أعلى عليين، وكتابهم
في صحف مكرمة مرفوعه عن النسخ والتغيير، لا يمسه الإ المطهرون عن أدناس الطبيعة.
تفسير القرآن الكريم، الملا صدرا: 7/ 439، تفسير سورة
الزلزلة.
قال المراغي: وأولو العلم هم أهل البرهان القادرون على الإقناع، وهم يوجدون في هذه
الأمة وفي جميع الأمم السالفة، بالقسط: أي بالعدل في الدين والشريعة وفي الكون
والطبيعة.
تفسير المراغي، المراغي:3/ 117، تفسير سورة آل عمران.
[223] وردت عدة آيات في القرآن
الكريم تذكر البرزخ وكذلك عدة أحاديث تتضمن آيات البرزخ، نذكر منها الآتي:
سورة الرحمن /
20، ونصها: (بَيْنَهُمَا
بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ) .
قال الإمام الصادق عليه السلام في تفسير قوله تعالى: (وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ
يُبْعَثُونَ) سورة المؤمنون/ 100، البرزخ: هو أمر بين أمرين وفيه
الثواب والعقاب بين الدنيا والآخرة.
تفسير القمي، القمي: 2 / 93 ــ 94، تفسير سورة المؤمنون.
قال الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام في تفسير قوله
تعالى: (وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) سورة المؤمنون/ 100، قال: هو القبر وإن
لهم فيه لمعيشة ضنكا والله إن القبر لروضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار.
الخصال، الصدوق: 1/ 120، باب الثلاثة، أشد ساعات ابن آدم ثلاث ساعات /
قطعة من الحديث 108.