الأول: عدم كونها جسما وجسمانية، وذكر عدة وجوه تدل عليها.
الثاني:أعني بقاءها بعد المفارقة عن البدن، فالدليل عليه بعد ثبوت تجردها:
إن المجرد لا يتطرق إليه الفساد، لأنه حقيقة والحقيقة لا تبيد كما صرح به المعلم
الأول وغيره.
جامع السعادات، النراقي:1/ 37 ــ 40، الباب الأول في المقدمات، تجرد النفس
وبقائها.
قال الطباطبائي: تجرد النفس، بمعنى كونها أمرا وراء البدن وحكمها غير حكم
البدن وسائر التركيبات الجسمية، لها نحو اتحاد بالبدن تدبرها بالشعور والإرادة
وسائر الصفات الإدراكية. أن الإنسان بشخصه ليس بالبدن، لا يموت بموت البدن، ولا
يفنى بفنائه، وانحلال تركيبه وتبدد أجزائه، وأنه يبقى بعد فناء البدن في عيش هنيء
دائم، ونعيم مقيم، أو في شقاء لازم، وعذاب أليم، وأن سعادته في هذه العيشة، وشقائه
فيها مرتبطة بسنخ ملكاته وأعماله، لا بالجهات الجسمانية والأحكام الاجتماعية.
الميزان في تفسير القرآن، الطباطبائي:1/ 350، تفسير سورة البقرة، تجرد
النفس.
[208] البرزخ: ما بين كل
شيئين. والميت في البرزخ، لأنه بين الدنيا والآخرة.
البرزخ: أمد ما بين الدنيا
والآخرة بعد فناء الخلق.
يقال البرزخ: فسحة ما بين
الجنة والنار.
كتاب العين، الفراهيدي:4/
338، مادة «برزخ».
البرزخ: مابين الدنيا
والآخرة من وقت الموت إلى البعث، فمن مات فقد دخل البرزخ.
الصحاح، الجوهري: 1/ 419،
مادة «برزخ».
وأما تعريف البرزخ
اصطلاحاً قال الجرجاني: العالم المشهور بين عالم المعاني المجردة والأجسام
المادية. والعبادات تتجسد بما يناسبها إذا وصلت اليه، وهو الخيال المنفصل.
وقال أيضا، البرزخ: هو
الحائل بين الشيئين. ويعبر به عن عالم المثال، أعني الحاجز من الأجسام الكثيفة
وعالم الأرواح المجردة ،أعني الدنيا والآخرة.