الْعَالَمِينَ) ([197])
ويبدو من هذه الآية أن قوليّ (اكْفُرْ) ([198])
و (إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ)([199])
قد حدثا في زمان واحد، وهما من نوع واحد، وبما أن الآية تتحدث عن خطاب فلا يمكن أن
يكون كلا القولين، لسان حال الشيطان أبداً([200]).
وينقل
العياشي([201])
في تفسير، رواية عن الإمام الصادق عليه السلام ، يقول فيها أن الشيطان يحيط
بأصحابنا حين الوفاة، من اليمين والشمال، ليحرفهم عن إيمانهم ونهجهم لكن الله
يمنعه من ذلك، وهذا هو معنى قوله تعالى:
[200]
قال الطبرسي في تفسير قوله تعالى: (فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ) سورة الحشر / 16، ضرب الله هذه القصة لبني النضير، حين
اغتروا بالمنافقين، ثم تبرأوا منهم عند الشدة وأسلموهم.
مجمع البيان، الطبرسي:9/ 438، تفسير سورة الشورى.
أخرج ابن مردويه عن ابن مسعود في قوله: (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ) سورة الحشر / 16، قال
ضرب الله مثل الكفار والمنافقين الذين كانوا على عهد النبي صلى الله عليه وآله
وسلم كمثل الشيطان اذ قال للإنسان أكفر.
فتح القدير، الشوكاني:5/ 206، تفسير سورة الحشر.
[201]
محمد بن مسعود العياشي: من أهل
سمرقند. وقيل: أنه من بني تميم. يكنى أبا النضر. جليل القدر، واسع الأخبار بصير
بالرواية مطلع عليها. له كتب كثيرة تزيد على مائتي مصنف. منها كتاب التفسير، وكتاب
الصلاة.
الفهرست، الطوسي: 136 ــ 137، باب الميم / الرقم 593 محمد بن مسعود
العياشي.
[203]
أنظر: تفسير العياشي،
العياشي:2/ 225، تفسير سورة إبراهيم / ح 16.
[204] أنظر: من لا يحضره الفقيه، الصدوق:1/ 134
ــ 135، باب غسل الميت/ ح360. كتاب الأمالي، الطوسي: 377، المجلس13 /ح 58.
تأويل الآيات، شرف الدين الحسيني: 247، تفسير سورة إبراهيم. بحار الأنوار،
المجلسي: 6/ 188ــ 189، أبواب الموت وما يلحقه إلى وقت البعث والنشور، باب 7 ما
يعاين المؤمن والكافر عند الموت وحضور الأئمة/ ح31.