فيسأله حارث عن المقاسمة، ويجيبه الإمام بأنه يتقاسم مع
نار جهنم الوافدين، فيقول لها، هذا حارث من أصحابي فاتركيه، وذلك من أعدائي
فالتهميه([189]).
وهذا الحديث من الأحاديث المشهورة([190])، رواه
العديد من الرواة الثقاة([191])،
وأيّده عدد من الأئمة([192]).
[189]
أنظر: كتاب الأمالي، الشيخ المفيد:3 ـــ 7، المجلس الأول مجلس يوم السبت/ ح 3.
[190]
قال الشهيد الثاني: المشهور:
وهو ما شاع عند أهل الحديث، بان نقله رواة كثيرون، أو عندهم وعند غيرهم، كحديث:
«إنما الأعمال بالنيات»، أو عند غيرهم خاصة، وهو كثير.
الرعاية لحال البداية في علم الدراية، الشهيد الثاني: 32، الباب الأول في
أقسام الحديث.
قال ابن عابدين: الحديث المشهور: هو الذي يكون في القرن
الأول أحادى ثم انتشر فصار في القرن الثاني ومن بعدهم متواترا.
تكملة حاشية رد المختار، ابن عابدين: 1/ 373، كتاب
الفرائض.
قال احمد فتح الله: الحديث المشهور: الذي كثرت رواته على
وجه لا يبلغ حد التواتر وقد يطلق عليه مستفيض.
معجم الفاظ الفقه الجعفري، د أحمد فتح الله: 156، باب
الحاء.
[191]
قال أكرم العاملي في الدلالة
على الراوي الثقة: الكلام المهم في هذا اللفظ: هو في دلالته على العناصر الثلاثة
المعتبرة في الخبر الصحيح وهي العدالة، الإمامية، والضبط.
وقد ذكر العناصر الثلاثة وهي:
1 ــ كون
الراوي ضابطا: لفظ الثقة: يفيد دلالته على الضبط.
2 ــ كون
الراوي إماميا.
قال البهبهاني: ان «ثقة»: تعني الإمامي، وان كانوا
يطلقون على غير الإمامي انه ثقة، لكن مع القرينة.
أ ــ قول النجاشي في محمد بن عبدالله بن غالب: «ثقة في
الرواية على مذهب الواقفة».
3 ــ كون
الراوي عادلا: تقدم للعدالة اطلاقين:
الإطلاق الأول: العدالة بالمعنى الخاص، وهي لا تشمل غير
الإمامي.
الإطلاق الثاني: العدالة بمعنى العام: وهي تشمل كل مسلم
تحقق فيه معنى العدالة على حسب مذهبه. ودلالته على العادل غير الإمامي لا ينفع.
دروس في علم الدراية، أكرم العاملي: 129 ــ 134، الفصل
السابع الألفاظ المستعملة في التعديل والجرح، القسم الأول: ألفاظ التعديل والمدح،2
ثقة.
[192]
أنظر: كتاب الأمالي، المفيد: 4 ــ 6، المجلس الأول / ح3. أمالي الطوسي، الطوسي:
625ــ627، المجلس30 / ح5. بشارة المصطفى، عماد الدين الطبري: 4 ــ 5. كشف الغمة،
الأربلي:1/ 411 ــ313، ذكر الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام . إرشاد القلوب،
الديلمي:2/ 296 ــ 297، في فضائله من طريق أهل البيت.