الرجل منادياً من جانب الحق أن (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ) ([179])
بمحمد وأهل بيته([180])،
(ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ
رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً)([181]) مشمولة
بولاية الأئمة مسرورة بها، ومرضية من قبل الباري عز وجل، فادخلي في زمرة عبادي
الصالحين وادخلي جنتي التي أعددتُها.
هنا لن
يبقى لهذا الإنسان المؤمن ما يتعلق به، ويصبح همه الوحيد، أن يتعجل الموت([182]).
وينقل عبد
الرحيم الأقصر([183])
عن الإمام الباقر أن الروح عندما تصل إلى حلقوم([184])
الإنسان حين الوفاة، ينزل عليه ملك الموت ويسأله
[180]
عن محمد بن سليمان الديلمي قال
حدثنا أبي قال سمعت الإفريقي يقول: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن المؤمن
أيستكره على قبض روحه قال: لا والله قلت وكيف ذاك قال:لأنه إذا حضره ملك الموت
عليه السلام جزع فيقول له ملك الموت: لا تجزع فوالله لأنا أبر بك وأشفق عليك من
والد رحيم لو حضرك افتح عينيك فانظر قال ويتهلل له رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم وأمير المؤمنين والحسن والحسين والأئمة من بعدهم وفاطمة عليهم الصلاة
والسلام والتحية والإكرام قال: فينظر إليهم فيستبشر بهم فما رأيت شخصته تلك قلت
بلى قال: فإنما ينظر إليهم قال قلت جعلت فداك قد يشخص المؤمن والكافر قال: ويحك
إن الكافر يشخص منقلبا إلى خلفه لأن ملك الموت إنما يأتيه ليحمله من خلفه والمؤمن
ينظر أمامه وينادي روحه مناد من قبل رب العزة من بطنان العرش فوق الأفق الأعلى
ويقول يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ
الْمُطْمَئِنَّةُإلى محمد وآله ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28)
فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي فيقول ملك الموت: إني قد أمرت أن أخيرك الرجوع إلى
الدنيا والمضي قال: فليس شيء أحب إليه من انسلال روحه.
تفسير فرات، فرات الكوفي: 554 ــ 555، تفسير سورة الفجر
/ ح 709. وأنظر: الكافي، الكليني: 3/ 127، كتاب الجنائز، باب أن المؤمن لا يكره
على قبض روحه/ ح2.
[182]
أنظر: تفسير فرات، فرات الكوفي:
553 ــ 554، تفسير سورة الفجر / ح 708.
[183]
عبد الرحيم بن روح القصير،
الأسدي بالولاء، الكوفي. محدث إمامي حسن الحال، جليل القدر، روى عن الإمام الباقر
عليه السلام أيضاً. روى عنه إسحاق بن عمال، وزياد القندي، وعبد الله ابن مسكان
وغيرهم. توفي بعد سنة 148هـ.
الفائق في رواة، عبد الحسين الشبستري: 2/227، حرف العين / الرقم 1817.
[184]
قال أبن سيده: الحلقوم: مجرى
النفس والسعال من الجوف، وهو إطباق غراضيف، ليس دونه من ظاهر باطن العنق إلا جلد،
وطرفه الأسفل في الرئة وطرفه الأعلى في أصل عكدة اللسان، ومنه مخرج النفس والريح
والبصاق والصوت، وجمعه حلاقم وحلاقيم.
في التهذيب: قال في الحلقوم والحنجور: مخرج النفس لا
يجري فيه الطعام والشراب يقال له المرئ. لسان العرب، ابن منظور: 12 / 150، مادة «حلقم».