ومن هذه الآيات، ندرك لماذا يلحق الله المطيعين، بأوليائه، فهو ولي كل
هؤلاء، وبعض أوليائه المقربين أولياء آخرين أقل مرتبة، وليس على أحد من هؤلاء، خوف
ولا هم يحزنون([176])، بل أن الجميع يدخلون الجنة ويسعدون بصحبة
الصالحين.
وهناك
الكثير من الأخبار والروايات التي تؤكد هذا المعنى فقد ورد عن سدير الصيرفي([177]).
أنه سأل الإمام الصادق عليه السلام : جعلت فداك يا ابن رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم ، هل يكره المؤمن أن تقبض روحه؟ فيجيبه الإمام عليه السلام بالنفي،
ويقول له:
أن ملك
الموت يأتي إلى الإنسان ليقبض روحه، فيبدي هذا الإنسان امتعاضاًً([178]) في البداية، ثم يطمئنه ملك الموت ويقسم له بالله
الذي بعث محمداً صلى الله عليه وآله وسلم بالرسالة، أنه أرحم به من أبيه، ثم
يطلب منه أن يفتح عينيه وينظر، فيفعل الرجل، فإذا به يرى أمامه الرسول وأمير
المؤمنين والحسن والحسين وأبناؤهم المعصومين، فيعرّفهم ملك الموت للإنسان ويخبره
بأنه سيكون جليسهم ثم يسمع