المطيع الخاضع للإرادة الكاملة للمطاع، يكون ولياً لمن
أطاعهُ وسلم أمره إليه، لأنه سيكون في النتيجة قد أطاع المطاع الأول. ولهذا نرى
الباري عز وجل جعل بعض أوليائه، أولياء لآخرين:
(إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ
وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ
وَهُمْ رَاكِعُونَ)([171]) وهذه
الآية نزلت في حق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ([172]).
وبالتأكيد ليس المقصود بالولاية هنا، الولاء القلبي والعاطفي، بسبب وجود كلمة ((إنما،
وكذلك وجود عبارة ((وليكم الله... فالآية إذن تقوم
بالتبيين([173])
خلافاً للآيات:
[172]
قال فرات: حدثني الحسين بن سعيد عن جعفر عليه السلام : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ
آَمَنُوا) سورة المائدة/ 55،
نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام .
تفسير فرات، فرات الكوفي :125، تفسير سورة المائدة / ح
137 ـــ 17.
قال أمير المؤمنين عليه السلام في حديث طويل:...فهل
فيكم أحد أتى الزكاة وهو راكع فنزلت فيه: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ
آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ
رَاكِعُونَ) سورة المائدة/55، غيري قالوا: لا... الحديث.
إرشاد القلوب، الديلمي: 2/260ــ261، في فضائله من طريق
أهل البيت عليهم السلام .
أخبرنا مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ
وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ
وَهُمْ رَاكِعُونَ) سورة
المائدة / 55، قال: نزلت في علي عليه السلام .
بناء
المقالة الفاطمية، أحمد بن طاووس: 269.
[173]
بان الشيء يبين بيانا: اتضح، فهو بين، وكذا أبان الشيء فهو مبين، وأبنته أنا، أي:
أوضحته.