فالشخص
المطيع لا يمتلك إرادة فعل شيء، خارج إرادة المطاع، وفي النتيجة، يقوم المطاع
بالتحكم في إرادة وأفعال المطيع، وينوب عنه في كل ذلك، وعلى هذا يكون المطاع ولياً
للمطيع([170]).
كما أن هذا
[167]
قال الطباطبائي: الآيات تدل على إن هذه الأشياء المعدودة نعما، إنما تكون نعمة إذا
وافقت الغرض الإلهي من خلقتها لأجل الإنسان، فإنها إنما خلقت لتكون إمدادا إلهيا
للإنسان يتصرف فيها في سبيل سعادته الحقيقية، وهي القرب منه سبحانه بالعبودية
والخضوع للربوبية، قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)
سورة الذاريات/56.
وقال الطباطبائي أيضا: فالأشياء في نفسها، عزل، وإنما هي
نعمة لاشتمالها على روح العبودية، ودخولها من حيث التصرف المذكور تحت ولاية الله
التي هي تدبير الربوبية لشؤون العبد، ولازمه أن النعمة بالحقيقة هي الولاية
الإلهية، وأن الشيء إنما يصير نعمة إذا كان مشتملا على شيء منها، قال تعالى: (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا
يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا
أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ) سورة البقرة/ 257.
الميزان في تفسير القرآن، الطباطبائي:5/ 180ــ 181، تفسير سورة المائدة.
[170]
قال السبزواري: المطيع علمه وإرادته ومشيته وقدرته وأفعاله متلاشية في صفة المطاع
وفعله ولم يبق لنفسه شيئا من ذلك.
شرح الأسماء الحسنى، السبزواري:1/ 284.
قال الطباطبائي: يعد المطيع عبدا للمطاع لأنه بإطاعته
يتبع إرادته إرادة المطاع فهو مملوكه المحروم من حرية الإرادة.
الميزان في تفسير القرآن، الطباطبائي: 6 / 361، تفسير
سورة المائدة، الآيات ( 116 ــ 120) هل يعد المطيع عبدا للمطاع (بحث قرآني).
وقال الطباطبائي أيضا: فإن المطيع يجعل إرادته وعمله
تبعا لإرادة المطاع، فتقوم إرادة المطاع مقام إرادته ويعود عمله متعلقا لإرادة
المطاع صادرا منها اعتبارا.
الميزان في تفسير القرآن، الطباطبائي :19/ 306، تفسير
سورة التغابن.