responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة ما بعد الموت نویسنده : محمد حسين الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 73
وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا)([166]) إذ نلاحظ الإشارة إلى الولاية الإلهية والتثبيت الإلهي للمؤمنين بكلمة ((النعمة([167]).

وفي آية أخرى يخبر الباري بمآل([168]) المطيعين لأوامره، حيث يحشرهم مع الذين أنعمَ عليهم:

(وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا) ([169]).

فالشخص المطيع لا يمتلك إرادة فعل شيء، خارج إرادة المطاع، وفي النتيجة، يقوم المطاع بالتحكم في إرادة وأفعال المطيع، وينوب عنه في كل ذلك، وعلى هذا يكون المطاع ولياً للمطيع([170]). كما أن هذا


[166] سورة إبراهيم / 27 ــ 28.

[167] قال الطباطبائي: الآيات تدل على إن هذه الأشياء المعدودة نعما، إنما تكون نعمة إذا وافقت الغرض الإلهي من خلقتها لأجل الإنسان، فإنها إنما خلقت لتكون إمدادا إلهيا للإنسان يتصرف فيها في سبيل سعادته الحقيقية، وهي القرب منه سبحانه بالعبودية والخضوع للربوبية، قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) سورة الذاريات/56.

وقال الطباطبائي أيضا: فالأشياء في نفسها، عزل، وإنما هي نعمة لاشتمالها على روح العبودية، ودخولها من حيث التصرف المذكور تحت ولاية الله التي هي تدبير الربوبية لشؤون العبد، ولازمه أن النعمة بالحقيقة هي الولاية الإلهية، وأن الشيء إنما يصير نعمة إذا كان مشتملا على شيء منها، قال تعالى: (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ) سورة البقرة/ 257.

الميزان في تفسير القرآن، الطباطبائي:5/ 180ــ 181، تفسير سورة المائدة.

[168] آل الشيء يؤول أولا ومآلا: رجع.

أَوَلْ إليه الشيء: رجعه.

لسان العرب، ابن منظور:11/ 32، مادة «أول».

[169] سورة النساء / 69.

[170] قال السبزواري: المطيع علمه وإرادته ومشيته وقدرته وأفعاله متلاشية في صفة المطاع وفعله ولم يبق لنفسه شيئا من ذلك.

شرح الأسماء الحسنى، السبزواري:1/ 284.

قال الطباطبائي: يعد المطيع عبدا للمطاع لأنه بإطاعته يتبع إرادته إرادة المطاع فهو مملوكه المحروم من حرية الإرادة.

الميزان في تفسير القرآن، الطباطبائي: 6 / 361، تفسير سورة المائدة، الآيات ( 116 ــ 120) هل يعد المطيع عبدا للمطاع (بحث قرآني).

وقال الطباطبائي أيضا: فإن المطيع يجعل إرادته وعمله تبعا لإرادة المطاع، فتقوم إرادة المطاع مقام إرادته ويعود عمله متعلقا لإرادة المطاع صادرا منها اعتبارا.

الميزان في تفسير القرآن، الطباطبائي :19/ 306، تفسير سورة التغابن.

نام کتاب : حياة ما بعد الموت نویسنده : محمد حسين الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 73
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست