ونفس هذا المعنى نجده في
الآية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ
رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ) ([162])
وهذا ما منّ به الخالق عز وجل على المؤمنين.
ووصفه بـ((النعمة ثم يقول سبحانه وتعالى:
(الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ
جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ
وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) ([163])، فالمؤمنون يرجعون أمرهم إلى الله بشكل كامل
دون أن يتدخلوا فيه([164]).
بعد ذلك
تقول الآية الكريمة:
(فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ
وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ) ([165])، إذ
حالت هذه النعمة التي منحها الله للمؤمنين، دون إصابتهم بأي سوء، وصانتهم من كل
خطر، وهذا مالا يدرك إلا في ظل الولاية الإلهية للمؤمنين، الذين يتدبر كل أمورهم.
ويتكرر نفس المعنى في الآية الكريمة:
[164]
قال الطباطبائي: إن ولاية أمرنا
لله ونحن مؤمنون به، ولازمه أن نتوكل عليه ونرجع الأمر إليه من غير أن نختار
لأنفسنا شيئاً من الحسنة والسيئة فلو أصابتنا حسنة كان المنً له وإن أصابتنا سيئة
كانت المشية والخيرة له.
الميزان في تفسير القرآن، الطباطبائي: 9/ 306، تفسير سورة التوبة.