responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة ما بعد الموت نویسنده : محمد حسين الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 71
تدبير أمور المؤمنين دون تدخل منهم([157])، وفي هذه الحالة فقط، تكون البشارة في الدنيا لهؤلاء، أمراً صحيحاً ومنطقياً مادام الله تعالى هو المتولي والمدبر لأمور المؤمنين ومن هنا نرى أن الباري تعالى يغيّر سياق الآية عندما يصف تقوى هؤلاء المؤمنين فيقول جل وعلا (وَكَانُوا يَتَّقُونَ) ([158])، بينما السياق الطبيعي هو (آَمَنُوا وَاتَّقَوْا) ([159])، وهذا التغيير في السياق،إشارة واضحة إلى أن إيمان هؤلاء المؤمنين بعد إيمانهم الأول([160])، إنما جاء بفعل التقوى، وهو تعبير عن نقاء الإيمان من كل شوائب الشرك المعنوي، الناتجة عن الاعتماد على غير الله([161]).


[157] قال الطباطبائي في تفسير قوله تعالى: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) سورة يونس / 62، الولاية: لها معاني كثيرة، لكن الأصل في معناها ارتفاع الواسطة الحائلة بين الشيئين. فالله سبحانه ولى عبده المؤمن، لأنه يلي أمره ويدبر شأنه فيهديه إلى صراطه المستقيم ويأمره وينهاه فيما ينبغي له أو لا ينبغي وينصره في الحياة الدنيا وفي الآخرة والمؤمن حقا ولي ربه لأنه يلي منه إطاعته في أمره ونهيه ويلي منه عامة البركات المعنوية من هداية وتوفيق وتأييد وتسديد وما يعقبها من الإكرام بالجنة والرضوان. فأولياء الله ــ على أي حال ــ هم المؤمنون فان الله يعد نفسه وليا لهم في حياتهم المعنوية.

الميزان في تفسير القرآن، الطباطبائي:10/ 88 ــ89، تفسير سورة يونس.

[158] سورة يونس/ 63.

[159] سورة البقرة / 103.

[160] في البحار: قيل: إن الاتقاء الأول هو اتقاء المعاصي العقلية التي يختص المكلف ولا يتعداه والإيمان الأول: الإيمان بالله تعالى وبما أوجب الله الإيمان به والإيمان بقبح هذه المعاصي ووجوب تجنبها.

بحار الأنوار، المجلسي: 62 / 114، كتاب السماء والعالم، أبواب الصيد والذبائح وما يحل وما يحرم من الحيوان، باب1 جوامع ما يحل وما يحرم من المأكولات.

[161] عن أبي عبدالله عليه السلام :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ) سورة النساء / 71، فسماهم مؤمنين و«ليسوا هم بمؤمنين» ولا كرامة، قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا... فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا) سورة النساء / 71 ــ 73، ولو أن أهل السماء والأرض قالوا قد أنعم الله علي إذ لم أكن مع رسول الله لكانوا بذلك مشركين (وإذا أصابهم فضل من الله) قال: يا ليتني كنت معهم فأقاتل في سبيل الله.

تفسير العياشي، العياشي:1/ 257، تفسير سورة النساء.

قال الطباطبائي في تعليقه على الحديث: عن أبي عبدالله عليه السلام (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا) سورة النساء / 71، فسماهم مؤمنين وليسوا هم بمؤمنين ولا كرامة... الحديث.

المراد بالشرك في كلامه عليه السلام الشرك المعنوي لا الكفر.

الميزان في تفسير القرآن، الطباطبائي: 4/ 421، تفسير سورة النساء.

نام کتاب : حياة ما بعد الموت نویسنده : محمد حسين الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 71
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست