ويظل أمام احتمال سلوكه أحد الطريقين السالفي([154]) الذكر، تبعاًً لعمله وسلوكه، فإن البشارة بالجنة لا
يمكن أن تتحقق في الدنيا، ومن ملاحظة الآية الكريمة:
(أَلَا إِنَّ
أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ
آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَفِي الْآَخِرَةِ) ([155]) نرى أن الباري عز وجل، يثبت ولايته على
هؤلاء، ثم يخبرنا بأنهم لا خوف عليهم ولا يحزنون([156]).
والولاية هذه تعني أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يتولى
[156]
قال الطباطبائي في تفسير قوله
تعالى: (أَلَا إِنَّ
أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) سورة يونس / 62، فهؤلاء لا يخافون شيئا ولا
يحزنون لشيء لا في الدنيا ولا في الآخرة إلا إن يشاء الله، وقد شاء أن يخافوا من
ربهم وان يحزنوا لما فاتهم من كرامته إن فاتهم وهذا كله من التسليم لله. فإطلاق
الآية يفيد اتصافهم بهذين الوصفين: عدم الخوف وعدم الحزن في النشأتين الدنيا
والآخرة.
الميزان في تفسير القرآن، الطباطبائي:10/ 90، تفسير سورة يونس.