وفي آية ثالثة: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ
تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ) ([102])
نجد أن «لتوفي» نسب إلى «الملائكة المرسلين»([103]).
طبيعي أن المرجع والمصدر لكل هؤلاء واحد، ذلك أن جميع
ذلك يتم بإرادة الله وأمره، لكن التنفيذ يتم على مستويات متعددة، طبقاًً لمستوى
الفئة التي تجرى بحقها عملية «الوفاة»([104]).
وهناك
العديد من الروايات والأخبار التي تؤيد ذلك، فقد نقل عن الإمام الصادق أن ملك
الموت سُئل كيف يستطيع قبض أرواح أناس متوزعين على مشارق الأرض ومغاربها فأجاب
بأنه يستدعي هذه الأرواح، وهي تستجيب له.
ثم قال([105])
أن الدنيا بين يديه، كما الإناء بيد الإنسان يأكل من أي جانب منه يشاء، وأن الدنيا
بين يديه (أي: ملك الموت) كما الدرهم بيد
[103]
قال القمي في تفسير قوله تعالى: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا) سورة الأنعام/61، هم الملائكة.
تفسير القمي، القمي: 1 / 203، تفسير سورة الأنعام.
قال الطوسي في تفسير قوله تعالى: (حَتَّى
إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ)
سورة الأنعام/61، يعني: وقت الموت، (تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا)
سورة الأنعام / 61، يعني: قبضت الملائكة روح المتوفي، وهم رسل الله الذين عناهم
الله.
التبيان، الشيخ الطوسي: 4 / 158، تفسير سورة الأنعام.
قال الطباطبائي في تفسير قوله تعالى: (حَتَّى
إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا) سورة الأنعام/61، فنسبه (الموت) إلى جمع من الملائكة.
الميزان في تفسير القرآن، الطباطبائي: 3 / 191، تفسير سورة آل عمران.
[104]
الوفاة: المنية. وتوفي فلان، وتوفاه الله: إذا قبض نفسه.