تشير إلى
هذا الأمر بوضوح، فالكدح هو السعي باتجاه شيء،والإنسان هو الساعي إلى الله، وهو
الذي يسير إليه منذ بدء خلقهِ([94])،
ولهذا فإن آيات عدة تتحدث عن إقامة الإنسان في الدنيا بكلمات ((لبث([95]) أو ((مكث([96])
كما في الآية:
[94]
قال الطباطبائي في تفسير قوله تعالى:(يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى
رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ) سورة الانشقاق/ 6، قال الراغب: الكدح السعي
والعناء. ففيه معنى السير، وقيل: الكدح جهد النفس في العمل حتى يؤثر فيها. وعلى
هذا فهو مضمن معنى السير بدليل تعديه بإلى، ففي الكدح معنى السير على أي حال.
الميزان في تفسير القرآن، الطباطبائي: 20/
242، تفسير سورة الانشقاق.
قال الشوكاني في تفسير قوله تعالى : (إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا) سورة الانشقاق / 6، الكدح في كلام العرب السعي في الشيء بجهد من غير فرق بين أن يكون ذلك الشيء
خيرا أو شرا، والمعنى أنك ساع إلى ربك في عملك أو إلى لقاء ربك.
فتح القدير، الشوكاني:5/ 406، تفسير سورة
الإنشقاق.
[95]
وردت في القرآن كلمة ( لبث ) في أكثر من ثلاثين موضعا، نذكر منها الآتي:
[96] وردت كلمة ( مكث) في كتاب الله العزيز في موارد
عدة، نذكر منها ما له علاقة بإقامة الإنسان في الأرض: سورة طه / 10، ونصها : (إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ
امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ
أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى).