(اللَّهُ
يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا) ([87])،
ذلك أن الباري عز وجل نسب ((التوفي إلى ((الأنفس
باعتبار ذلك، استيفاء كاملاًً للحق المطلوب، وكذلك في الآية: (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ) ([88])،
نسب ((التوفي لـ((كم، وهي الضمير المعبر عن
الأنفس والتي يذكرها الإنسان بكلمات ((أنا
و((نحن([89]). إذن فالذي ينتقل من الإنسان إلى النشأة([90]) الأخرى([91]) ــ
هو الروح([92])ــ
والآية الكريمة:
[89]
قال الطباطبائي في تفسير قوله تعالى: (وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا..) إلى
قوله تعالى: (قُلْ
يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ
تُرْجَعُونَ) السجدة /10 ــ 11، يقول إنكم بالموت لا تضلون
في الأرض ولا تنعدمون بل الملك الموكل بالموت يأخذ الأمر الذي تدل عليه لفظة (كم)
و(نا)، وهى: النفوس.
الميزان في تفسير القرآن، الطباطبائي: 11 / 299، تفسير
سورة الرعد.
[90] أنشأه الله: خلقه. وأنشأ الله الخلق أي: ابتدأ
خلقهم.
لسان العرب، ابن منظور:1/
170، مادة «نشأ».
[91] النشأة الأخرى: مر تعريفها في الفصل الأول، الموت
انتقال من عالم إلى آخر.
[92] قال عبد الغفار الأسلمي في قول الله عز وجل: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ
مَوْتِهَا ... أَجَلٍ مُسَمًّى) سورة الزمر / 42، فليس ترى الأرواح كلها تصير إليه عند منامها فيمسك ما
يشاء ويرسل ما يشاء، فقال له أبو الحسن عليه السلام : إنما يصير إليه أرواح
العقول فأما أرواح الحياة فإنها في الأبدان لا تخرج إلا بالموت ولكنه إذا قضى على
نفس الموت فقبض الروح الذي فيه العقل... الحديث.
جامع الأخبار، الشعيري:
171، الفصل 136 في الروح.
قال الطبرسي في تفسير قوله
تعالى: (وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ
فِي مَنَامِهَا) سورة الزمر/ 42، التي تتوفى عند الموت هي نفس الحياة التي إذا زالت
زال معها النفس.
وقال أيضا: قبض النوم يكون
الروح معه وقبض الموت يخرج الروح من البدن.
تفسير مجمع البيان،
الطبرسي: 8/ 403 ــ 404، تفسير سورة الزمر.
قال الطباطبائي في تفسير
قوله تعالى: (قُلْ
يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ) السجدة /11، أن
الروح عند الموت مأخوذ من البدن والبدن على حاله من غير أن ينقص منه شيء.
الميزان في تفسير القرآن،
الطباطبائي:12/ 154، تفسير سورة الحجر.
وقال الطباطبائي أيضا في
تفسير قوله تعالى : (اللَّهُ
يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا) سورة الزمر/42، المراد بالأنفس الأرواح المتعلقة بالأبدان لا مجموع
الأرواح والأبدان لان المجموع غير مقبوض عند الموت وإنما المقبوض هو الروح.
الميزان في تفسير القرآن،
الطباطبائي: 17 / 269، تفسير سورة الزمر.