responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة ما بعد الموت نویسنده : محمد حسين الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 55
وعندما يُسأل الإمام الباقر نفسه عن الموت، يجيب بأنه النوم الذي يأتي الإنسان كل ليلة، إلا أنه أطول منه مدة، بحيث لا يفيق منه الإنسان إلاّ يوم القيامة ويشبّه الإمام، الموت، بما يراه الإنسان في منامه من أحلام جميلة أو كوابيس مرعبة، ثم يدعو الناس إلى التهيؤ له([84]).

الروح تنتقل مع الموت

إن تشبيه الإمام الباقر عليه السلام للموت، بالنوم، مستوحى من الآية الكريمة:

(اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى) ([85]).

إذ نلاحظ أن الله عز وجل وصف الحالتين بـ((الوفاة، ثم استخدم ((الإمساك للتعبير عن الأولى، أي التي تعود فيها الروح إلى ربها، ونلاحظ أنه لم يقل ((يقبض بدلاً عن ((يمسك([86]).

أما قول الأئمة الأطهار أن الروح، تفارق الجسد عند الموت، فهو


[84] معاني الأخبار، الشيخ الصدوق: 289، باب معنى الموت / ح 5، وفيه النص: «وقيل لمحمد بن علي عليهما السلام ما الموت قال: هو النوم الذي يأتيكم كل ليلة إلا أنه طويل مدته لا ينتبه منه إلا يوم القيامة فمن رأى في نومه من أصناف الفرح ما لا يقادر قدره ومن أصناف الأهوال ما لا يقادر قدره فكيف حال فرح في النوم ووجل فيه هذا هو الموت فاستعدوا له».

[85] سورة الزمر / 42.

[86] قال القشيري في قوله تعالى: (فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى) سورة الزمر/ 42، يقبض الله الروح في حالين، في حالة النوم وحالة الموت، فما قبضه في حال النوم فمعناه أنه يغمره بما يحبسه عن التصرف فكأنه شيء مقبوض، وما قبضه في حال الموت فهو يمسكه ولا يرسله إلى يوم القيامة.

وقوله: (وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى) سورة الزمر/ 42، أي: يزيل الحابس عنه فيعود كما كان. فتوفي الأنفس في حال النوم بإزالة الحس وخلق الغفلة والآفة في محل الإدراك. وتوفيها في حالة الموت بخلق الموت وإزالة الحس بالكلية.

تفسير القرطبي، القرطبي: 15 / 261، تفسير سورة الزمر.

نام کتاب : حياة ما بعد الموت نویسنده : محمد حسين الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست