من هنا فإن في ذكر الموت، تحذير للإنسان، من
عواقب السيء من اعماله، فيتجنبه، والصالح منها، فيزيد منه ما استطاع. لا أن يتحول
ذكر الموت إلى عامل سلبي، يغرس الحزن والهلع واليأس في النفوس، فتشل حركة الإنسان
ويتراجع نشاطه وتبرد همته.
الكتاب
الذي بين يديك ــ عزيزي القارئ ــ يضم بين دفتيه بحثاًً (أو رسالة كما يسميها
المؤلف) يخوض في تفاصيل أحوال مرحلة ما بعد الموت، من القبر وحتى قيام الساعة،
وحال الإنسان في كل منها، وقد اعتمد المؤلف المفسر الكبير والفيلسوف الرباني السيد
الطباطبائيعلى الآيات
القرآنية في وصفه لتلك «الحياة»، وما يجري فيها، متبعاًً أسلوبه الشهير القائم على
تفسير القرآن بالقرآن والبرهان على آية، بآية أخرى. وبدورنا حاولنا ــ خلال
الترجمة ــ تبسيط ما أمكن من العبارات معقدة الأسلوب، مع المحافظة على المعنى،
لتكون في متناول إدراك عامة القراء. سائلين المولى أن يجعلنا جميعاً من أهل
السعادة، بعد الموت، إنه سميع مجيب.
سالم مشكور
شوال 1413
بسم
الله الرحمن الرحيم
الحمد لله
رب العالمين، والصلاة والسلام على أوليائه المقربين محمد وآله الطاهرين.
هذا الكتاب
يتضمن رسالة كتبناها في موضوع المعاد([35])،
نخوض