لأنه المذهب الذي يعتقد باستمرار العلاقة مع
السماء عبر الإمام المهدي عليه السلام خلافاً لبقية الأديان والمذاهب التي أنهت
هذه العلاقة بوفاة نبيها أو إمامها، بل إن هنري كوربان صار يقرأ الصحيفة السجادية
ويبكي، وقد سأله العلامة الطباطبائي يوماً، إننا في الإسلام نعتقد بأسماء حسنى
نخاطب بها الله سبحانه وتعالى ونناجيه في كل حاجة من خلال الإسم الذي يناسبها،
فماذا يفعل المحتاج منكم؟.
فأجاب
كوربان:
أنا أناجي
بقراءة الصحيفة المهدوية وقد طبعت هذه المحاورات في مجلدين وترجما إلى الإنكليزية
والفرنسية والعربية.
5 . تخريج
جيل من العلماء والأساتذة والمفكرين والكتاب الذين لعبوا أدوارا فكرية وسياسية
رفيعة جداً، أمثال آية الله الشيخ المنتظري وآية الله الشهيد المطهري وآية الله
البهشتي، والإمام موسى الصدر وآية الله ناصر مكارم الشيرازي والشيخ الشهيد محمد
مفتح وآية الله السيد عبد الكريم الأردبيلي والشيخ محمد تقي مصباح وآية الله جوادي
الآملي وآية الله حسن زاده آملي وآخرون([18]).
قال الفتلاوي:
تضلع في علوم التفسير والفلسفة والحديث ودرس بها مدة
طويلة تخرج عليه فيها جمع من النابهين وحملة العلم، عاد إلى تبريز سنة 1354 واشتغل
بها بالتدريس والتأليف ثم انتقل إلى مدينة قم سنة 1365وصار من أساتذتها وأركان
الحوزة العلمية في المعقول والمنقول إلى وفاته([19]).
قال علي أمين آل صفا: تمتاز شخصية السيد الطباطبائي
بجامعية علمية هي وليدة المواهب المتعددة التي يملكها، فجمع بين المنقول والمعقول
والمعنويات والعلوم الأخرى الغريبة كالرمل والجفر وحساب الجمل والأبجد بطرقه
المختلفة، ولكنه لم يمارسها.
[18]
من أعلام الفكر والقيادة المرجعية، عبد الكريم آل نجف: 371 ــ 373.
[19]
المنتخب من أعلام الفكر والأدب، الفتلاوي: 472.