قال عبد الكريم: يشتمل المشروع الفكري
للعلامة الطباطبائي على جوانب متعددة هي:
1 .
الاهتمام بالقرآن الكريم وطرح تفسير جديد له يحرص على الأصالة
ويتسم بالعصرية والعمق والاستيعاب في آن واحد وبشكل يناسب مكانة القرآن الكريم
كمصدر وحيد وخالد لهداية الإنسان في الفكر والسلوك، وهذا ما أنجزه العلامة
الطباطبائي من خلال تفسير «الميزان» الشهير، الذي اعتبره الشهيد آية الله مرتضى
المطهري بأنه أفضل تفسير كتبه المسلمون منذ صدر الإسلام وحتى الآن، وان كثيراً من
أبحاثه تعد إلهامات غيبية وإن المشاكل التي لم أجد مفتاح حلها في الميزان قليلة
جداً».
2 . صقل
وتجذير الفلسفة الإسلامية وتمكينها من الوقوف على قدميها أمام تحديات الفكر الغربي
وذلك من خلال التأكيد على درس الفلسفة في الحوزة وتربية عدد من العلماء المتطلعين
فيها، وتأليفه ما يزيد على العشرة كتب في الفلسفة والعقيدة يأتي في مقدمتها كتابه
«أصول الفلسفة» الذي وضعه في خمسة أجزاء طبعت مع تعليقات قيمة لتلميذه البارز
الشهير آية الله مرتضى المطهري.
3 .
التأليف حيث قدم العلامة الطباطبائي للمكتبة الإسلامية «35» رسالة وكتاباً ودورة
ذات أجزاء عديدة، كتفسير الميزان ذي العشرين جزءاً وذلك في عدة مجالات من المعرفة
الإسلامية، كالتفسير والفلسفة، والعقائد والتاريخ والحديث والفقه والأصول وعلوم
القرآن والعرفان والثقافة الإسلامية العامة إضافة إلى الرياضيات.
4 . إيصال
الفكر الإسلامي الأصيل إلى أوروبا كما في المحادثات التي أجراها سماحته مع
المستشرق الفرنسي هنري كوربان والتي بدأت سنة 1378هـ «1958م» وتواصلت أكثر من
عشرين عاماً، وكانت اللقاءات تجري في طهران وكان سماحته يسافر إليها من قم في
الشهر مرتين وبفضلها اقترب كوربان من المذهب الإمامي ودوّن المحاورات ونشرها في
بلاده كما نشر أفكار التشيع، حيث أصبح يعتقد إن المذهب الإمامي هو المذهب الحي
الوحيد في العالم