القيامة بالشهادة على حوادث وأعمال وقعت في
الحياة الدنيا، لا يمكن أن يدلوا بالشهادة، إلا أن يكونوا يتمتعون بالحياة أيضاً
عند وقوع تلك الأعمال، بحيث يتمكنون من إدراكها، إذن فكل ما يشهد يوم القيامة،
لابد وأن يكون حياً في الدنيا. ويستوي في ذلك السمع،والبصر، والزمان، والمكان.
وهكذا يمكن، مما تقدم، أن ندرك معنى الآية الكريمة:
وهناك الكثير من الأحاديث والأخبار والروايات حول
المفاهيم الآنفة الذكر، ففي الكافي ورد عن الإمام الباقر عليه
السلام أن الأعضاء والجوارح، تشهد على مستحقي العذاب الإلهي فقط (ولا تشهد على
المؤمنين )، أما المؤمن فإنه يتلقى كتابه بيمينه([850]).
وهذه إشارة من الإمام عليه السلام إلى الآية الواردة
بعد آيات الشهادة:
[848] قال الطبرسي في تفسير قوله
تعالى: (وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ) سورة الأحقاف / 6،
يعني إن هذه الأوثان التي عبدوها ينطقها الله حتى يجحدوا أن يكونوا دعوا إلى
عبادتها، ويكفروا بعبادة الكفار.