(وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ
شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ) ([802])
وتأتي صراحتها في أنها عبرت عن استقدام شهداء الأمم للشهادة يوم القيامة بكلمة نبعث،
أما عند الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فالقرآن يستخدم كلمة (وَجِئْنَا بِكَ)([803]).
كما يستخدم القرآن الكريم عبارة من أنفسهم
عند الحديث عن شهداء الأمم. وهذه الآيات تدل كلها على أن رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم شاهد على الشهداء، وليس على كل أفراد الأمة. كما أنه شاهد على شهداء
الأمم الأخرى أيضاً([804]).
[804] قال القمي في تفسير قوله
تعالى: (وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ
شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) سورة النحل/ 89، يعني من الأئمة، ثم قال
لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم (وَجِئْنَا بِكَ) سورة
النحل/ 89 يا محمد (شَهِيدًا
عَلَى هَؤُلَاءِ) سورة النحل/ 89، يعني على الأئمة فرسول
الله شهيد على الأئمة وهم شهداء على الناس.
تفسير القمي، القمي: 1/
388، تفسير سورة النحل.
قال الطباطبائي: إن بين
النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبين الناس الذين هم عامة من بعث إليهم من زمانه
إلى يوم القيامة شهداء يشهدون على أعمالهم وان الرسول إنما هو شهيد على هؤلاء
الشهداء.
وقال أيضا: المراد بهؤلاء
في قوله: (وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ)
سورة النحل/ 89، الشهداء دون عامة الناس فالشهداء شهداء على الناس والنبي صلى
الله عليه وآله وسلم شهيد على الشهداء.
الميزان في تفسير القرآن،
الطباطبائي: 12 / 323 ــ 324، تفسير سورة النحل.