كيف
يمكن أن تقبل شهادة مثل هؤلاء، على أعمال العباد، يوم القيامة؟ ويستطرد الإمام عليه
السلام أن المقصود بهذه الآية([794])،
هم الأئمة الذين استجيب بحقهم دعاء إبراهيم عليه السلام ، وهم الأمة الوسط و(خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)([795])([796]).
وهناك أحاديث عديدة بهذا الشأن([797]).
وهكذا
يتوضح معنى الآية الكريمة: (فَكَيْفَ
إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ
شَهِيدًا)([798])،
وحيث أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يكون شاهداً على أفراد الأمة
مباشرة، بل يشهد على شهداء الأمة([799])،
فإن المقصود بـ(وَجِئْنَا بِكَ
عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا)([800])
هم شهداء الأمم، وليس أفراد الأمة أنفسهم، وهؤلاء الشهداء هم الذين يشهد عليهم
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ([801]).
وهناك آية أخرى، أكثر صراحة في
الكافي، الكليني: 1 / 190، كتاب
الحجة، باب في أن الأئمة شهداء الله عز وجل على خلقه/ح 2.
عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام في تفسير قوله
تعالى: (وَكَذَلِكَ
جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ
الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)
سورة البقرة / 143، قال: نحن الأمة الوسط ونحن شهداء الله على خلقه وحججه في أرضه.
إرشاد القلوب، الديلمي: 2 / 298، في فضائله من طريق أهل
البيت.
[799]
قال الطباطبائي في تفسير قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا... الآية ) سورة البقرة/143، فكون الأمة شهيدة هو أن فيهم من يشهد
على الناس ويشهد الرسول عليهم.
الميزان في تفسير القرآن، الطباطبائي: 1/ 321، تفسير سورة البقرة.
[801] قال أمير المؤمنين عليه السلام في تفسير
قوله تعالى: (فَكَيْفَ إِذَا
جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا) سورة النساء / 41، وهو
الشهيد على الشهداء، والشهداء هم الرسل عليهم السلام .
تفسير العياشي، العياشي: 1/242، تفسير سورة النساء/ ح132.
قال الفخر الرازي في تفسير قوله تعالى: (وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ) سورة
النساء/41، إن الشاهد محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، والمشهود عليهم سائر
الإنبياء.
التفسير الكبير، الفخر الرازي: 31/ 116، تفسير سورة البروج.