responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة ما بعد الموت نویسنده : محمد حسين الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 185
هذه القوة هي في الواقع نور غير مادي، لا يحتاج إلى ما يحتاجه النور العادي، من مستلزمات الحال والزمان والمكان، بل هو نور يمكن بواسطته رؤية باطن الإنسان ونواياه، وتمييز ((الطيب من ((الخبيث، و((الطاهر من ((غير الطاهر.

يقول الله تعالى:

(كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ) ([764]) وكذلك:

(كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ (8) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (9) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) ([765]).

وقد أشرنا في الفصل السابق إلى أن أصحاب اليمين وأصحاب الشمال، يؤتون كتابهم كل بواسطة إمامه([766]). يقول الله تعالى:

(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) ([767]).

وهذه الآية، لا تخص في خطابها فريق المنافقين، بل تخاطب الناس جميعاً. ومن هنا فإن أعمال المؤمنين أيضاً ستخضع لـالرؤية من قبل الله تعالى ورسوله والمؤمنين.

كما أن المؤمنين الذين وضعتهم الآية إلى جانب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم كناظرين للأعمال، هم بالتأكيد فريق خاص من المؤمنين، يتميزون عن غيرهم. كما نفهم من هذه الآية، أن رؤية أعمال الناس من قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم والمؤمنين، إنما تتم على أساس ما ينبئ الله تعالى الناس، بما


[764] سورة المطففين / 18 ــ 21.

[765] سورة المطففين / 7 ــ 10.

[766] إشارة إلى قوله تعالى من سورة الإسراء/ الآية 71، ونصها: (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا).

ومن سورة الحاقة/ الآية 25، ونصها: (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ).

[767] سورة التوبة / 105.

نام کتاب : حياة ما بعد الموت نویسنده : محمد حسين الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست