وفي آيات أخرى عديدة([752])،
أطلق القرآن الكريم صفة الشهداء (بمعنى الشاهدين)([753])
على عدة مجموعات، باعتبارهم يشهدون على الأعمال في يوم القيامة([754]).
[753]
الشاهد: هو في اللغة عبارة عن الحاضر، وفي إصطلاح القوم عبارة عما كان حاضراً في
قلب الإنسان وغلب عليه ذكره، فإن كان الغالب عليه العلم فهو شاهد العلم، وإن كان
الغالب عليه الوجد، فهو شاهد الوجد، وإن كان الغالب عليه الحق، فهو شاهد الحق.
التعريفات، الجرجاني: 72، باب الشين، الشاهد.
[754]
قال الطبرسي في تفسير قوله تعالى: (لتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) سورة البقرة / 143، فيه ثلاثة أقوال:
الأول: إن المعنى لتشهدوا على الناس بأعمالهم التي خالفوا فيها الحق في
الدنيا وفي الآخرة.
الثاني: إن المعنى لتكونوا حجة على الناس، فتبينوا لهم الحق والدين ويكون
الرسول عليكم شهيدا، مؤيداً للدين إليكم، وسمي الشاهد شاهداً لأنه يبين ولذلك يقال
للشهادة بينة.
الثالث: إنهم يشهدون للأنبياء على أممهم المكذبين لهم، بأنهم قد بلغوا،
وجازوا لأعلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياهم بذلك.