الْمَيْمَنَةِ (8) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا
أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (9) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ
الْمُقَرَّبُونَ) ([739]) والسابقون المقربون
هم أولئك العباد المخلصون
الذين تحدثنا عنهم ضمن موضوع النفخ في الصور، والإحضار
والميزان.
فأمثال هؤلاء يستثنون من إعطائهم
كتابهم، كما يستثنون من الفزع وغيره.
وعلى هذا،
فإن حكم إعطاء الكتاب
وصحيفة الأعمال يجري على الذين يرتكبون سيئات، أو
حسنات، ويستثنى منه فريقان، الأول: العباد المخلصون والثاني: المعاندون والمنكرون
الذين سلف الحديث عنهم.
يقول الله تعالى:
(وَكُلَّ
إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ) ([740])
وهذا يشمل الذين عملوا حسنات وسيئات وأما المخلصون
الذين بلغوا في حسناتهم مراتب عليا، وكذلك الذين حبطت أعمالهم، كمكذبي الأنبياء
ومنكري يوم القيامة. فهم لا يتعرضون للحساب ولا يعطون كتابهم يوم القيامة.
ويحتمل أن
يكون هذا الكتاب، هو غير الطائر الذي يعلق في عنق
الإنسان (المقترن به)([742])
ولو كان هذا الكتاب هو نفسه الطائر، لجاءت الآية: ونخرجه
كتاباً بينما النص جاء (وَنُخْرِجُ
لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا)
[742]
قال الطباطبائي في تفسير قوله تعالى: (وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ
وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا)
سورة الإسراء / 13، أن المراد بالطائر هو كتاب الأعمال دون كتاب القضاء كما يدل عليه قوله: (اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ
الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا) سورة
الإسراء/ 14.
الميزان في تفسير الميزان، الطباطبائي: 15/ 374، تفسير سورة النمل.