إن الإمام الحق، والذين يدعون بواسطته، يملك إشرافاً
وهيمنة([727])
قاهرة على الإمام الباطل ومجموعة، والله تعالى يقول:
(إِنَّا
نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ
أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ)([728]) حيث تطلق الآية اسم ((الإمام على الكتاب الذي يضم كل
الأمور، بما في ذلك الشقاء والسعادة، والسيء والصالح([729])، والله جل وعلا يقول أيضاً:
(هَذَا
كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا
كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) ([730])،
وعلى أساس هذه الآية، فإن الإمامالذي هو الكتاب([731])، يتولى القضاء بحق كلا
[727] في لسان العرب: المهيمن: هو
الرقيب، يقال هيمن يهيمن هيمنة: إذا كان رقيبا على الشيء.
[729] عن ابن عباس في تفسير
قوله تعالى: (يَوْمَ نَدْعُوا
كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ)سورة الإسراء / 71، قال: الإمام: ما عمل وأملى،
فكتب عليه.
جامع البيان، ابن جرير
الطبري: 15 / 158، تفسير سورة الإسراء / ح16990.
قال ابن كثير في تفسير قول
الله عز وجل: (يَوْمَ
نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ) سورة الإسراء/71، أي: بكتاب أعمالهم الشاهد
عليهم بما عملوه من خير أو شر.