responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة ما بعد الموت نویسنده : محمد حسين الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 176
و((الشقاء الذاتيين، والذي سيأتي الحديث عنه فيما بعد.

إن أهل الشقاء، يتلقون كتابهم بشمالهم، ومن خلف ظهورهم، لأن أئمتهم أمامهم، لكن وجوههم منقلبة إلى الوراء([721]).

والله تعالى يقول حول فرعون: (يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ) ([722]) كما يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آَمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا)([723]) وكذلك يقول: (قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا)([724]).

وقد ذكرنا فيما مضى أن النور هو الإمام الحق([725]).

إن الإنسان، بوجوده المادي الدنيوي، وبشكله الذي خلقه الله تعالى، يكون وجهه إلى الإمام، وله ظهر وطرف أيمن وأيسر. وعندما يختار الإنسان طريق الشقاء والضلال، ويتبع هواه ورغباته، فهو في الواقع، يشيح([726]) بوجهه عن الحق، وعندما يقف بين يدي ربه، يوم القيامة ويبدأ الحساب، يحشر هذا الإنسان، ووجهه إلى الوراء، وكالأعمى، فلا يرى شيئاً، وهو مذهولاً لا يدري إلى أين يسير، وماذا


[721] قال المشهدي: في تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ... نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا) سورة النساء / 47، قيل: ننكسها إلى ورائها في الدنيا أو في الآخرة.

تفسير كنز الدقائق، المشهدي: 2/ 470، تفسير سورة النساء.

قال الطباطبائي في تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ) سورة الانشقاق / 10، ولعلهم إنما يؤتون كتبهم من وراء ظهورهم لرد وجوههم على أدبارهم كما قال تعالى: (مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا) سورة النساء / 47.

الميزان في تفسير القرآن، الطباطبائي: 20/ 243، تفسير سورة الانشقاق.

[722] سورة هود / 98.

[723]سورة النساء / 47.

[724] سورة الحديد / 13.

[725] أنظر: الفصل الثامن، صحيفة الأعمال.

[726] أشاح بوجهه: أعرض.

الصحاح، الجوهري: 1/ 379، مادة «شيح».

إذا نحى الرجل وجهه عن وهج أصابه أو عن أذى، قيل: قد أشاح بوجهه.

لسان العرب، ابن منظور، 2/501، مادة «شيح».

نام کتاب : حياة ما بعد الموت نویسنده : محمد حسين الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 176
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست