لقد قلنا فيما مضى أن هذه الآية([718])
تخص أهل الشقاء من أتباع الأديان الضالين أو الناكثين لعهد أئمة الحق. أما الكفار
المنكرين لله تعالى والأديان، فلا تشملهم هذه الآية. لأن الله لا يضع لهؤلاء
ميزاناً أو قيمة، لذلك، لا يوجد لهؤلاء كتاب، ولا حساب، بل يأخذون طريقهم إلى
العذاب مباشرة([719]).
والخلاصة، أن أصحاب الشمال هم أهل الشقاء والضالون ــ
ولهذا فإنهم يقولون ــ كما ينقل عنهم الباري عز وجل ــ:
(مَا أَغْنَى
عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ)([720])
إذ أن ذلك (المال والسلطان) حرفهم عن الحق، رغم اعترافهم وإقرارهم به.
إذن، فكل من الفريقين يدعى بإمامه، فيلتحق به، وبواسطته
يؤتى كتابه. والالتحاق بالإمام هو ما ذكرته الروايات بـ((السعادة
[719]
قال الطبرسي في تفسير قوله
تعالى: (فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا) سورة الكهف / 105، أي: لا قيمة لهم عندنا، ولا كرامة، ولا
نعتد بهم، بل نستخف بهم، ونعاقبهم.
مجمع البيان، الطبرسي: 6 / 392، تفسير سورة الكهف.
قال القرطبي في تفسير قول الله عز وجل: (فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا) سورة الكهف / 105، أنهم لا ثواب لهم،
وأعمالهم مقابلة بالعذاب، فلا حسنة لهم توزن في موازين القيامة ومن لا حسنة له فهو
في النار.
تفسير القرطبي، القرطبي:
11 / 66، تفسير سورة الكهف.