responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة ما بعد الموت نویسنده : محمد حسين الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 173
فهذا اليمين، هو ذاته الإمام الحق الذي يدعي به هؤلاء([704]) (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ)([705]) وبدل أن يقول الله بأن المجموعة الأخرى تؤتى كتابها بشمالها، جاء القول الإلهي:

(وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا) ([706]).

ومن تغيير السياق هذا، ندرك أن إعطاء الكتاب بواسطة اليمين، يوم القيامة، يعني ذلك النور المضيء([707])، فالله يقول:

(يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ)([708]) و(وَالَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ)([709]).

وهنا يتبين أن النور، هو ذلك الإمام، والمقصود بمناداة الناس به، هو التحاق كل مجموعة بإمامها([710]).

والحديث في هذا الموضوع يطول كثيراً، ولا مجال له في هذا البحث، لكن الخلاصة هي أن المقصود بـ((اليمين و((الشمال، يمكن أن يكون السعادة والشقاء، وليس اليد اليمنى واليسرى([711]).


[704] قال الطباطبائي في تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ) سورة الإسراء / 71، أن اليمين هو الإمام الحق.

الميزان في تفسير القرآن، الطباطبائي: 19/ 128، تفسير سورة الواقعة.

[705] سورة الإسراء/ 71.

[706] سورة الإسراء / 72.

[707] قال الطوسي: في تفسير قوله تعالى: (نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ) سورة الحديد / 12، قال ابن عباس: معناه يسعى نور كتابهم الذي فيه البشرى.

التبيان، الطوسي: 10 / 51، تفسير سورة التحريم.

[708] سورة الحديد / 12.

[709] سورة الحديد / 19.

[710] قال البلخي في تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ) سورة الإسراء / 71، بما كانوا يعبدونه، ويجعلونه إماما لهم. قال أبو عبيد: بما كانوا يأتمون به في الدنيا.

التبيان، الطوسي: 6 / 503 ــ 504، تفسير سورة الإسراء.

[711] قالالبيضاوي في تفسير قوله تعالى: (فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (8) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ) سورة الواقعة / 8 ــ 9، أصحاب اليمين والشؤم فإن السعداء ميامين على أنفسهم بطاعتهم والأشقياء مشائيم عليها بمعصيتهم.

أنوار التنزيل وأسرار التأويل، البيضاوي: 5/ 178، تفسير سورة الواقعة.

قال الطباطبائي في تفسير قوله تعالى: (فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ) سورة الواقعة/8، فأصحاب الميمنة أصحاب السعادة واليمن مقابل أصحاب المشأمة أصحاب الشقاء والشؤم.

قال أيضا في قوله تعالى: (وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ) سورة الواقعة / 9، المشأمة مصدر كالشؤم مقابل اليمين، والميمنة والمشأمة السعادة والشقاء.

الميزان في تفسير القرآن، الطباطبائي: 19/ 116، تفسير سورة الواقعة.

نام کتاب : حياة ما بعد الموت نویسنده : محمد حسين الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 173
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست