فهذا اليمين، هو ذاته الإمام الحق الذي يدعي
به هؤلاء([704])
(يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ
بِإِمَامِهِمْ)([705]) وبدل
أن يقول الله بأن المجموعة الأخرى تؤتى كتابها بشمالها، جاء القول الإلهي:
وهنا يتبين أن النور، هو ذلك الإمام، والمقصود بمناداة
الناس به، هو التحاق كل مجموعة بإمامها([710]).
والحديث في هذا الموضوع يطول كثيراً، ولا مجال له في هذا
البحث، لكن الخلاصة هي أن المقصود بـ((اليمين و((الشمال، يمكن أن يكون السعادة
والشقاء، وليس اليد اليمنى واليسرى([711]).
[704]
قال الطباطبائي في تفسير قوله
تعالى: (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ
أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ) سورة الإسراء / 71، أن اليمين هو الإمام الحق.
الميزان في تفسير القرآن، الطباطبائي: 19/ 128، تفسير سورة الواقعة.
[707]
قال الطوسي: في تفسير قوله
تعالى: (نُورُهُمْ بَيْنَ
أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ)
سورة الحديد / 12، قال ابن
عباس: معناه يسعى نور كتابهم الذي فيه البشرى.
[710]
قال البلخي في تفسير قوله
تعالى: (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ
أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ) سورة الإسراء / 71، بما كانوا يعبدونه، ويجعلونه إماما
لهم. قال أبو عبيد: بما كانوا يأتمون به في الدنيا.
التبيان، الطوسي: 6 / 503 ــ 504، تفسير سورة الإسراء.
[711]
قالالبيضاوي في تفسير قوله تعالى: (فَأَصْحَابُ
الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (8) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا
أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ) سورة
الواقعة / 8 ــ 9، أصحاب اليمين والشؤم فإن السعداء ميامين على أنفسهم بطاعتهم
والأشقياء مشائيم عليها بمعصيتهم.
أنوار التنزيل وأسرار التأويل، البيضاوي: 5/ 178، تفسير سورة الواقعة.
قال الطباطبائي في تفسير قوله تعالى: (فَأَصْحَابُ
الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ) سورة الواقعة/8، فأصحاب الميمنة أصحاب السعادة واليمن
مقابل أصحاب المشأمة أصحاب الشقاء والشؤم.
قال أيضا في قوله تعالى: (وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ
الْمَشْأَمَةِ) سورة الواقعة /
9، المشأمة مصدر كالشؤم مقابل اليمين، والميمنة والمشأمة السعادة والشقاء.
الميزان في تفسير القرآن،
الطباطبائي: 19/ 116، تفسير سورة الواقعة.