وفي نفس التفسير([682])
رواية أخرى عن الإمام الصادق عليه السلام أيضاًً، تحمل مضموناً مقارباً لما جاء
في الرواية الآنفة الذكر([683]).
والجدير بالملاحظة هنا أن الإمام يفسر في هذه الرواية،
مفردة ((القراءة بمعنى ((التذكر([684]). الموضوع الآخر هو أن الله تعالى يقول:
(نَحْنُ
نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ)([685])
وهذا يعني أن ما يحصى على الإنسان ويسجل في كتابه، هي أعماله وأفعاله التي
يرتكبها، إضافة إلى الآثار المترتبة على هذه الأعمال، وفي النتيجة، فإن المحاسبة
تكون على جميع ذلك([686])،
وعلى أساس هذا المفهوم يتوضح
[683]
عن خالد بن نجيح عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله: (اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ) سورة
الإسراء/ 14، قال: يذكر العبد جميع ما عمل وما كتب عليه كأنه فعله تلك الساعة،
فلذلك قالوا: (يَا وَيْلَتَنَا
مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا
أَحْصَاهَا) سورة الكهف/49.
تفسير العياشي، العياشي: 2/ 328، تفسير سورة الكهف / ح
35.
[686]
قال ابن كثير في تفسير قوله
تعالى: (وَنَكْتُبُ مَا
قَدَّمُوا) سورة يس / 12، أي:
من الأعمال، وفي قوله تعالى (وَآَثَارَهُمْ)سورة يس / 12، قولان
أحدهما نكتب أعمالهم التي باشروها بأنفسهم وآثارهم التي آثروها من بعدهم فنجزيهم
على ذلك أيضا إن خيرا فخير وإن شرا فشر.
تفسير ابن كثير، ابن كثير:3/ 572، تفسير سورة يس.
قال الطباطبائي: في تفسير قوله تعالى: (وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ) سورة يس
/12، والمعنى كل شيء أحصيناه إحصاء أو كل شيء كتبناه كتابا. والمعنى الجزاء موافق
لإعمالهم لأنهم كانوا على حال كذا وكذا وقد حفظناها عليهم فجزيناهم بها جزاء
وفاقا.
الميزان في تفسير القرآن، الطباطبائي: 20/ 169، تفسير سورة النبأ.