الموازين بالقسط، وبين الفرق في الوزن بين الحسنات
والسيئات([638]).
ويروى عن
أمير المؤمنين عليه السلام فيما يتعلق بـ(فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ)([639])
قوله أن المقصود بذلك الحسنات. فالحسنات والسيئات يجري وزنها، فتكون الأولى هي
الثقل في الميزان أما الثانية ((فوزنها قليل([640]).
أما في ((الاحتجاج
فورد عن أمير المؤمنين عليه السلام أن المقصود بذلك، هو زيادة الحسنات أو قلتها([641]).
مما مضى
يتضح معنى الآية التالية:
(أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ
رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ وَزْنًا)([642])، أي
أن الأعمال إذا حبطت، فلن يظل مبرر لإقامة ميزان العدل الإلهي، وهذا الأمر يوضح
لنا حقيقة مهمة وهي أن ميزان العدل يوم القيامة، يختص بالأعمال التي لم تحبط فقط([643])، ومن
هنا فإن الآية
[638]
قال الطبري في تفسير قوله تعالى: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ
الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا...الآية) سورة
الأنبياء / 47، ونضع الموازين العدل وهو القسط، وجعل القسط وهو موحد من نعت
الموازين وهو جمع لأنه في مذهب عدل ورضا ونظر.
عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى: (وَنَضَعُ
الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ... إلى آخر) سورة الأنبياء/ 47، يعني بالوزن: القسط بينهم بالحق في
الأعمال والحسنات والسيئات فمن أحاطة حسناته بسيئاته ثقلت موازينه. ومن أحاطة
سيئاته بحسناته فقد خفة موازينه.
[640]
أنظر: التوحيد، الصدوق: 268، باب 36 الرد على الثنوية والزنادقة / قطعة من
حديث5.
[641] الاحتجاج، الطبرسي:
1/244، احتجاجه عليه السلام على زنديق جاء مستدلا عليه بآي من القرآن
ونصه: (فَمَنْ ثَقُلَتْ
مَوَازِينُهُ -وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ) سورة
الأعراف / 8 ــ 9، فهو قلة الحساب وكثرته.
[643]
قال الفيض الكاشاني في تفسير قوله تعالى: (أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ
وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ) سورة الكهف / 105، بكفرهم فلا يثابون عليها، (فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا) سورة الكهف / 105، فنزدري بهم ولا نجعل لهم
مقدارا واعتبارا أو لا نضع لهم ميزانا يوزن به أعمالهم لانحباطها.
التفسير الصافي، الفيض الكاشاني: 3 / 267، تفسير سورة الكهف.