إن هذا المبحث يساعدنا على إدراك معنى الروايات الواردة في هذا الشأن. فقد
رود في الاحتجاج، أنه عندما سئل، الإمام الصادق عليه السلام من قبل الزنديق
المشهور: هل توزن الأعمال؟ أجابه الإمام بالنفي، وبرر ذلك أن الأعمال ليست أجسام
مادية، كما أن الذي يحتاج إلى وزن الأشياء، إنما هو الذي لا يعرف عددها أو وزنها،
أما الباري عز وجل، فلا تخفى عليه خافية. فسأله الزنديق: إذن ما معنى ((الميزان؟، أجابه الإمام: يعني العدل، فسأله
الزنديق مرة أخرى: إذن فما معنى
عبارة (فَمَنْ ثَقُلَتْ
مَوَازِينُهُ)([646]) الواردة
في القرآن؟ أجابه الإمام: يعني الذي يرجح عمله([647]).
وفي ((التوحيد،
ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام أن المقصود بـ (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ)([648])،
إنما هو ميزان العدل الذي به يجرى تقييم أعمال كل العباد، وبه يأخذ لكل ذي حق حقه،
ويجازي الظالم والغاصب([649]).
[649] التوحيد، الصدوق: 268،
باب 36 الرد على الثنوية والزنادقة / قطعة من حديث 5، وفيه النص: «قال الإمام علي
عليه السلام في تفسير قوله تبارك وتعالى: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ
الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا) سورة
الأنبياء / 47، فهو ميزان العدل يؤخذ به الخلائق يوم القيامة يدين الله تبارك
وتعالى الخلق بعضهم من بعض بالموازين».