إن الظلم
والتفريط بحق الناس، والتفريط بحق النفس أو في حق الله تعالى، إنما يحدث باتباع الشيطان
وهوى النفس، وتمتد جذور ذلك في تعلق الإنسان بالدنيا وانخداعه بزينتها وبالاوهام
التي تشكل بمجموعها ما يسمى بالتمدن([616])،
وهي أوهام لاحقيقة لها، ولعل ذلك ما يسألون عنه كما في (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (24) مَا لَكُمْ لَا
تَنَاصَرُونَ (25) بَلْ هُمُ
[611]
قال ابن سيده: طغى يطغي طغيا ويطغو طغيانا: جاوز القدر وارتفع وغلا في الكفر.
لسان العرب، ابن منظور: 15/ 7، مادة «طغي».
طغي كرضي طغيا وطغيانا بالضم والكسر: جاوز القدر وارتفع وغلا في الكفر
وأسرف في المعاصي والظلم.
[613]
قال الطوسي في تفسير قوله
تعالى: (الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ)سورة الفجر / 11، معناه: إن هؤلاء الذين
ذكرناهم تجاوزوا في الظلم الحد في البلاد، وخرجوا عن حد القلة وفسر ذلك بقوله: (فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ) سورة الفجر / 12، يعني: أكثروا في البلاد الفساد.
التبيان، الطوسي:10/ 343، تفسير سورة الفجر.
قال القرطبي في تفسير قوله تعالى: (الَّذِينَ طَغَوْا فِي
الْبِلَادِ) سورة الفجر / 11،
يعني عادا وثمودا وفرعون «طغوا»، أي: تمردوا وعتوا وتجاوزوا القدر في الظلم
والعدوان.