أما عن أهل جهنم فيقول تعالى:( مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ
سَعِيرًا) ([603])، وقد
قال جل وعلا أن أهل جهنم هم حطبها، وبهم يزداد سعيرها، وانطفاؤها يعني احتراق
أهلها جميعاً([604]).
في هذه
الآيات، يخبرنا الباري عز وجل، أنه يهدي الظالمين وأزواجهم ــ أي شياطينهم ــ إلى
جهنم. والمقصود بـ((أزواجهم هو الشياطين([607])، وهو
ما يفهم من الآية الكريمة:
[604]
عن ابن عباس في تفسير قوله
تعالى: (كُلَّمَا خَبَتْ
زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا) سورة الإسراء / 97، يقول: كلما أحرقتهم تسعر
بهم حطبا، فإذا أحرقتهم فلم تبق منهم شيئا صارت جمرا تتوهج، فذلك خبوها، فإذا
بدلوا خلقا جديدا عاودتهم.
جامع البيان، ابن جرير الطبري: 15 / 210، تفسير سورة الإسراء / الآية 97.
[607]
قال القرطبي في تفسير قوله
تعالى: (احْشُرُوا الَّذِينَ
ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ) سورة الصافات / 22، يعنى قرناءهم من الشياطين.
تفسير القرطبي، القرطبي: 9 / 385، تفسير سورة إبراهيم.
قال الطباطبائي في تفسير قوله تعالى: (احْشُرُوا الَّذِينَ
ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ)... الآية) سورة الصافات/22، الظاهر: إن المراد به
(أزواجهم): قرناءهم من الشياطين.
الميزان في تفسير القرآن، الطباطبائي: 17 / 130 ــ 131، تفسير سورة
الصافات.