responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة ما بعد الموت نویسنده : محمد حسين الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 15
وفي عام 1343هـ(1924م) هاجر إلى النجف الأشرف، وكان عمره آنذاك ثلاث وعشرين سنة وأقام فيها مدة عشر سنوات انكب أثناءها على تحصيل مختلف العلوم الإسلامية، عازفاً عن كل اهتمام آخر، حتى حاز بهذه الفترة الوجيزة درجة الاجتهاد.

يحدثنا العلامة الطباطبائي عن ذكرياته في هذه الفترة أنه عندما وصل إلى النجف كان متحيراً في أمر الدراسة، في اختياره لنوعية الدروس والأساتذة الذين يحضر عندهم، وذات يوم كان جالساً في البيت يفكر في هذه المسألة ملياً وإذا بالباب تطرق فخرج العلامة لفتح الباب فوجد عالماً ذا هيبة ووقار فرحب به وأدخله البيت ثم تحدث ذلك العالم إليه قائلاً: إن الطالب الذي يهاجر إلى النجف لابد له من التفكير أولا بأمر التزكية والتهذيب ومراقبة النفس فضلاً عن الدراسة والعلم وبعد إتمام الحديث خرج من البيت ولكن حديثه ظل نافذاً في قلب الطالب التبريزي الجديد محمد حسين الطباطبائي، الأمر الذي دفعه إلى ملازمة درس ذلك العالم الكبير الذي تعرف عليه وكان هو الميرزا علي القاضي أحد أبناء عمومته ونتيجة لهذه الملازمة تأثر تأثراً عميقاً بفكر وشخصية القاضي وكان يقول: «كل ما عندنا من المرحوم القاضي»، بل وان مسلك تفسير القرآن بالقرآن كان العلامة الطباطبائي الذي اشتهر به قد تعلمه من درس المرحوم القاضي وجاراه فيه([10]).

أخلاقه

إن الخصال الطيبة والأخلاق النبوية التي تحلى بها السيد الطباطبائي قد أدهشت كل من عرفه عن قرب.

فابنته السيدة نجمة السادات تصفه فتقول:

«كانت له أخلاق وسلوك محمدي، لم يكن ينفعل ولا يغضب أبداً،كما أني لم أسمعه يتحدث بصوت عالٍ في أي وقت من الأوقات، ولكن في الوقت الذي كان فيه ليناً في طبعه وخلقه، كان حاسماً وحازماً أيضاً. على سبيل المثال كان مواظباً على أداء الصلاة أول وقتها ولا


[10] من أعلام الفكر والقيادة المرجعية، عبد الكريم آل نجف: 366 ــ 368.

نام کتاب : حياة ما بعد الموت نویسنده : محمد حسين الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 15
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست