responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة ما بعد الموت نویسنده : محمد حسين الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 148
وفي حديث الإمام الصادق عليه السلام إلى الزنديق([568]) المعروف ــ كما ورد في ((الاحتجاج ــ إشارة لهذا الموضوع إذ يقول له أن الروح تسكن في قالبها، فروح المحسن والمطيع تسكن في نور وراحة، بينما تسكن روح المذنب في الظلمة والشقاء. أما الجسم فيعود تراباً كما خلق أول مرة، وما تأكله الحيوانات المفترسة والحشرات يتحول إلى فضلات تظل في التراب أيضاً. ولن يخفى على الله، ولو مثقال ذرة في ظلمات الأرض، فهو الذي لا تخفى عليه خافية، مهما صغرت حجماً ووزناً. ويظل تراب الموجودات ذات الروح، بين باقي التراب، كالذهب المدفون في الأرض. وعندما يحين وقت البعث، تمطر السماء، مطراً للبعث، بعدما تربت الأرض وتهتز، فيتميز تراب البشر عن باقي التراب، فيطفو وكأنه الذهب المغسول، ثم يتجمع التراب، كل في قالبه، وينتقل، بإذن ربه، إلى حيث الأرواح، وبإذن الله المصور تعود الأجسام إلى شكلها السابق، وتحلّ فيها الأرواح. فيكتمل الأمر، وتعود الأجسام وكأن شيئاً لم يتغير منها([569]).

وهذه الصورة يمكن ملاحظتها في التمثيل القرآني للبعث، بأنه


[568] عن علي بن منصور، قال: قال لي هشام بن الحكم: كان بمصر زنديق... كَانَ اسْمُهُ عَبْدَ الْمَلِكِ وكُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فَآمَنَ الزنديق عَلَى يَدَيْ أَبِي عَبْدِاللَّهِ عليه السلام ُ فَعَلَّمَهُ هِشَامٌ فَكَانَ مُعَلِّمَ أَهْلِ الشَّامِ وَأَهْلِ مِصْرَِ الإيمان وحسنت طهارته حتى رضي بها أبو عبدالله.

الكافي، الكليني: 1/72 ــ 74، كتاب التوحيد، باب حدوث العالم وإثبات المحدث/ ح1.

[569] أنظر: الاحتجاج، الطبرسي: 2/350، احتجاج أبي عبدالله الصادق عليه السلام في أنواع شتى من العلوم الدينية على أصناف كثيرة من أهل الملل والديانات.

نام کتاب : حياة ما بعد الموت نویسنده : محمد حسين الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست