كلا الظلمة والنور موجودان يوم القيامة،
فالمؤمنون ينعمون بالنور، بينما يحرم المشركون منه. وعلى نفس السياق، فقد مر
الحديث آنفاً عن رفع الحجب بين الإنسان وخالقه([560]).
وبهذا الصدد توجد روايات تفيد بأن المشركين يكذبون يوم
القيامة([563])،
وهذا ما يعتبر، ظهوراً للمعصية التي قاموا بها في حياتهم، وبالتالي فإن ذلك لا
يتنافى مع مقولة أن الكذب غير ممكن يوم القيامة. ذلك أن كل عمل يقوم به الإنسان في
حياته، سواء كان طاعة أم
[560] أنظر: الفصل الرابع، ظهور
الباري عز وجل في ذلك اليوم.
[563] قال القمي في تفسير قوله
تعالى:( الْيَوْمَ نَخْتِمُ
عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا
كَانُوا يَكْسِبُونَ) سورة يس / 65، إذا جمع الله الخلق يوم القيامة دفع إلى كل
إنسان كتابه فينظرون فيه فينكرون أنهم عملوا من ذلك شيئا فتشهد عليهم الملائكة
فيقولون يا رب ملائكتك يشهدون لك ثم يحلفون أنهم لم يعملوا من ذلك شيئا، وهو قوله
(يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ
جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ
عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ) سورة المجادلة / 18،
فإذا فعلوا ذلك ختم الله على ألسنتهم وتنطق جوارحهم.
تفسير القمي، القمي: 2/
216، تفسير سورة يس، قصة أبي سعيد مع الرضا عليه السلام .
قال إبن طاووس في قوله
تعالى: (انْظُرْ كَيْفَ
كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ) سورة الأنعام
/ 24، يدل على تعجبه منهم كيف أنكروا أنهم أشركوا.