هي بالذات، وما سيأتي بعدها. فالباطن يضم
الظاهر، الذي هو حاضر فيه، لكن عكس ذلك غير صحيح، وهذا هو مفاد القول الإلهي... (وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ
يَكُونَ قَرِيبًا) ([519]) و(وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ) ([520])
و(فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً
سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا) ([521])
و(وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ
إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ) ([522])
و (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ
مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ) ([523]).
وفي هذا السياق أيضاًً (وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ
بَيْنَهُمْ)([524]).
فالـ((سبق بالنسبة إلى شيء معين،
يعني أنه يؤدي إلى ((الحيلولة([525])، فمثلاً عندما تقول ((سبقت
إلى مكان كذا
يعني أن هناك شيء آخر، يمكن أن يصل إلى هذا المكان، وأنت أصبحت حائلاًً بينه وبين
المكان عندما سبقته إليه، إذن كلمة الله سبقت فحالت بينهم وبين الأجل المسمى الذي
هو (وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ
مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ)([526]) كل هذا يدل على أن القيامة محيطة بهؤلاء،
ولولا الحائل الإلهي الذي حال بينهم وبين ((الأجل،
لشملهم جميعاً الحكم القطعي([527])