إن انكشاف
الباطن، وانتفاء الظاهر الذي تحدثنا عنه، يؤدي إلى أن يظهر الباري عز وجل في ذلك
اليوم([533])،
فالحجب ترفع، والحق
[528] قال الفيض الكاشاني في تفسير
قوله تعالى:( وَلَوْلَا
كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ) سورة يونس/19، بتأخير الحكم بينهم إلى يوم
القيامة (لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ) سورة
يونس/19، عاجلا فِيما فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ولتميّز المحقّ من المبطل، ولكنّ الحكمة
أوجبت أن تكون هذه الدّار للتّكليف والاختبار، وتلك للثّواب والعقاب.
الأصفى في تفسير القرآن،
الفيض الكاشاني: 1/ 507، تفسير سورة يونس.
وقال الطبرسي في تفسير
قوله تعالى: (وَلَوْلَا
كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ) سورة الشورى/
14، معناه: ولولا وعد اللّه تعالى وإخباره بتبقيتهم إلى وقت معلوم وتأخر العذاب
عنهم في الحال لفصل بينهم الحكم وأنزل عليهم العذاب الذي استحقوه عاجلا.
[533]
قال البحراني: أما الظاهر فليس من أجل أنه ظهر على الأشياء بركوب فوقها وقعود
عليها وتسنم لذراها، ولكن ذلك لقهره ولغلبته الأشياء وقدرته عليها، كقول الرجل:
ظهرت على أعدائي، وأظهرني الله على خصمي، يخبر عن الفلج والغلبة، وهكذا ظهور الله
على الأشياء.
البرهان في تفسير القرآن، البحراني: 2/ 465، تفسير سورة الأنعام.